الجمهوريّون أبطال التصريحات العنصريّة... والمقرّبون من أوباما هاجموه ديما شريف
صدم الجنرال ستانلي ماكريستال الساسة والمواطنين الأميركيين حين نعت ريتشارد هولبروك «بالحيوان الجريح الخائف من فقدان وظيفته» في مقال مجلة «رولينغ ستونز»، الذي أدى إلى تقاعده المبكر. ندم ماكريستال على هفوته هذه فور صدور المقال، وعرف أنّه ارتكب خطأً سيكون له تأثير دائم على حياته المهنية. لكنّ ماكريستال لم يكن أول من ارتكب مثل هذه الهفوة، إذ سبقه عدد كبير من السياسيين الأميركيين من الحزبين أدلوا بتصريحات، لم تكن ربما «قاتلة» كما حصل مع الجنرال، لكنّها أثرت على مستقبلهم السياسي.
ففي 2006، أثناء الاستعداد لانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس، قال السيناتور الجمهوري كونراد بيرنز من مونتانا إنّ الشخص الذي يطلي منزله هو «رجل صغير غواتيمالي، لكنّه لطيف»، مثيراً غضب الجاليات اللاتينية. وفي حفل خيري نظمته السيدة الأولى آنذاك لورا بوش، قال بيرنز إنّ الولايات المتحدة تواجه عدواً من دون وجه، مؤلفاً من إرهابيين «يقودون سيارات الأجرة في النهار ويقتلون في الليل»، ما أثار غضب المهاجرين من أصول آسيوية الذين يعملون في هذه المهنة. ولا تقف مآثر بيرنز على ذلك، فهو شتم العرب مرات عدّة، وقال لمضيفة طيران تعرضت للطرد إنّه يمكنها الآن أن تبقى في المنزل وتصبح أماً، فيما قال زميله من فيرجينيا جورج آلان مشيراً إلى أحد المتطوعين، من أصول هندية، في حملة منافسه: «تعالوا نرحب بالقرد هنا في أميركا».
أما السيناتور توم كوبيرن، الجمهوري من أوكلاهوما، وهو في الأصل طبيب صحة عامة، فقال مرة إنّ «المثليّة أصبحت وباءً ينتشر بشدة بين الفتيات في بعض مدارس جنوب أوكلاهوما... كيف يمكن أن يحصل لنا ذلك؟».
في المقابل، طلب السيناتور الجمهوري أيضاً عن ولاية بنسلفانيا، ريك سانتوروم، فرض غرامة على سكان ولاية نيو أورلينز الفقراء الذين لم يستطيعوا مغادرة الولاية أثناء إعصار كاترينا لعدم قدرتهم المالية على ذلك.
من جهته، قال السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي من أيوا، إنّ مسؤولي شركات التأمين التي أفلست يمكنهم أن ينتحروا تكفيراً عن ذنبهم، فيما قال زميله من الولاية والحزب نفسه ستيف كينغ إنّ الرئيس الأميركي أوباما «يفضل أبناء عرقه».
أما النائب الجمهوري جو بارتون فقد لا يترشح للانتخابات المقبلة بعدما قال إنّ شركة بريتيش بتروليوم، المسؤولة عن تدفق مئات الآلاف من براميل النفط في خليج المكسيك وتلويثه، «يجب أن تحصل على اعتذار من الشعب الأميركي لما يقولونه عنها». من جهته، أثار المرشح الرئاسي السابق عن الحزب الجمهوري ميت رومني الذعر بين الصحافيين في 2007 حين استبدل اسم أسامة بن لادن بالمرشح آنذاك باراك أوباما، فقال: «انظروا إلى ما قاله باراك أوباما أمس، إذ دعا كلّ المتطرفين الجهاديين للاتحاد في العراق».
في الجانب الديموقراطي، نعت السيناتور تشاك شومر مضيفة طيران طلبت منه إغلاق هاتفه أثناء إحدى الرحلات الجوية بـ«الساقطة». من جهته، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما ناخبيه في سان فرانسيسكو، قبل الانتخابات، بأنّهم «مريرون». والعام الماضي، حين كان ضيفاً في برنامج «تونايت شو» مع الهزلي جاي لينو قال إنّ مهاراته في لعب البولينغ تشبه تلك الموجودة في الألعاب الأولمبية الخاصة (لأصحاب الاحتياجات الخاصة) واضطر إلى الاعتذار وتجنيد مسؤول الألعاب الأولمبية الخاصة في أميركا للدفاع عنه.
لكن لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن الحصة الأكبر من الهفوات والتعليقات المضرة من دون أن يتعرض للمساءلة والمحاسبة عليها، إلى جانب إطلاقه أكاذيب عدّة عن تاريخ عائلته وأخرى تتجاهل الحقائق التاريخية. فهو مثلاً في 2006، قال خلال زيارة لولايته ديلاوير إنّه لا يمكن الذهاب إلى أي متجر فيها إذا لم يكن لدى المرء لهجة هندية، في إشارة منه إلى عمل الهنود المهاجرين في المتاجر. وانتشر الشريط الذي يظهر فيه بايدن وهو يدلي بهذا التصريح، بعد سنتين، في 2008، خلال الحملة إلى البيت الأبيض فاضطر إلى توضيح موقفه بثنائه على ما يقدمه الهنود إلى المجتمع والاقتصاد الأميركي.
وأدعى بايدن أنّه خلال زيارة له في 2008 لأفغانستان تعرضت المروحية التي تقله لإطلاق نار من «طالبان» ما اضطرها إلى الهبوط، ليتبين لاحقاً أنّ الطقس الرديء وراء ذلك. وفضح بايدن زميلاه آنذاك السيناتور جون كيري وتشاك هايغل اللذان كانا يرافقانه في الزيارة. وقال كيري وقتها: «كنا سنرسل بايدن ليحارب طالبان بكرات الثلج، لكننا لم نضطر لفعل ذلك. فضلاً عن تعرضنا للبرد، لم يكن هناك شيء يذكر».
وقبل أن يختاره أوباما ليكون نائباً له في الانتخابات الرئاسية في 2008، قال بايدن عن رئيسه المقبل: «لديك أول أفريقي أميركي يعرف كيف يتكلم وذكي، ونظيف وشكله جيد». وحين أصبح حليفه كان يقول للناس: «يجب أن تنتخبوا أوباما لأنّه أسود». وقال وقتها إنّ هيلاري كلينتون ستكون أفضل منه شخصياً في منصب نائب الرئيس.
بايدن ليس الوحيد من حزب أوباما الذي كانت لديه تعليقات عنصرية تجاهه؛ فرئيس الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد قال للصحافيين مارك هالبرين من «تايم» وجون هايلمان من «نيويورك ماغازين»، اللذين كانا يعدان كتاباً عن الانتخابات الرئاسية في 2008، إنّ اوباما يمكن أن يُنتخب رئيساً لأنّ «لونه فاتح ولا يتحدث كما يفعل الزنوج». وبعد نشر الكتاب بداية العام الحالي اضطر ريد إلى أن يعتذر.