تستضيف العاصمة الأفغانية، كابول، غداً، المؤتمر الدولي للمانحين إلى أفغانستان، بحيث وصلت الوفود من أكثر من 40 دولة للمشاركة في المؤتمر الذي ينعقد وسط أصداء برنامج المصالحة مع المتمردين الذي أطلقه الرئيس حميد قرضاي من أجل حل النزاع الأفغاني وإنهاء الحرب، وعلى وقع استنزاف القوات الأطلسية مزيداً من قواتها.وقُبيل وصولها الى كابول، ومن إسلام آباد تحديداً، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الحكومة الأفغانية الى المضي قدماً في برنامج المصالحة الرامي الى التوافق مع مقاتلي «طالبان» المستعدين للتخلي عن العنف.
وقالت الوزيرة «ننصح بقوة أصدقاءنا الأفغان بالتفاوض مع المستعدين للالتزام بمستقبل سلمي، والتعبير عن آرائهم عبر صناديق التعبير السياسي وليس بقوة الأسلحة».
ويعدّ برنامج السلام والمصالحة في أفغانستان من النقاط الأساسية في استراتيجية الخروج من الأزمة التي تنتهجها الحكومة الأفغانية وحلفاؤها والأطراف المانحة الدولية.
وتتوقع حكومة كابول وحلفاؤها الدوليون الآن إقامة مراكز إعادة اندماج وإنشاء وظائف وشراء أراض للمتمردين التائبين.
وأعلن الموفد الأميركي الخاص لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك بداية حزيران أن الموضوع سيناقش مفصّلاً خلال المؤتمر الدولي للأطراف المانحة المقرر في كابول. وطلب من الحكومة الأفغانية ضمانات لاستخدام أموال دولية مخصصة لهذه الخطة.
وقال إن عملية السلام هذه «يجب أن تقوم بها أفغانستان، ويجب على جميع الأطراف الكف عن التعامل مع القاعدة».
وأكد هولبروك أنه جرى تخصيص نحو 200 مليون دولار لتمويل هذا البرنامج وإقامة مراكز تدريب لقدماء المحاربين وتوفير وظائف وشراء أراض لعناصر طالبان الذين يلقون السلاح.
واليابان هي أكبر مموّل لهذا البرنامج، بينما وعدت الولايات المتحدة وبريطانيا بالمساهمة فيه.
وفي الشأن الباكستاني، أعلنت كلينتون أن الولايات المتحدة ستوسع تعاونها مع باكستان في مختلف المجالات، بينها الطاقة والمياه، ضمن مساعدتها المقرة بموجب قانون كيري ـ لوغار الأميركي الذي قضى بتخصيص 7.5 مليارات دولار كمساعدة للأخيرة على مدى 5 سنوات.
وكان قد جرى التصويت على قانون كيري ـ لوغار في الخريف الماضي، حيث قضى بأن تقدم أميركا لباكستان مساعدة أميركية قياسية تصل قيمتها إلى 7.5 مليارات دولار على مدى 5 سنوات.
من جهة ثانية، رأت الوزيرة الأميركية أن على باكستان والهند اتخاذ خطوات جريئة لحل قضية إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، لافتة إلى وجوب حل هذه القضية عبر المفاوضات بينهما.
وتطرقت الى شبكة «حقاني» التي عرضت إسلام آباد التفاوض معها كي تكونا شريكاً في برنامج المصالحة، فقالت كلينتون إن الشبكة متورطة في أنشطة تخريبية كثيرة في باكستان.
ميدانياً، قُتل جنديان أميركيان وستة شرطيين أفغان في انفجار قنابل يدوية الصنع في جنوب أفغانستان. وقالت القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي «إيساف» إن الجنديين قتلا في انفجارين منفصلين في جنوب البلاد بدون أضافة أي تفاصيل.
وفي بيان آخر، قالت «إيساف» إن جندياً تابعاً لها قُتل بانفجار عبوة ناسفة في الجنوب من دون أن تشير إلى جنسيته أو مكان مقتله.

(أ ف ب، يو بي آي، أ ب)