واشنطن ـ محمد سعيدتراقب أجهزة الاستخبارات الأميركية الحالة الصحية للرئيس المصري حسني مبارك (82 عاماً)، في ضوء التقارير التي أشارت إلى أنه «في مرحلة متأخرة من المرض». وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز»، اليوم، نقلاً عن مسؤول استخباري أميركي قوله إن «تقديراتهم تشير إلى إمكان وفاة مبارك في غضون عام واحد وقبل موعد الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها في أيلول عام 2011».
أمرٌ دفع الحكومة الأميركية إلى مراقبة مسألة انتقال السلطة عن كثب في مصر، التي تعدّ حجر الزاوية في الاستراتيجية الأميركية في المنطقة منذ نحو 35 عاماً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إنه «ما من أحد في الولايات المتحدة ينظر إلى ما بعد مبارك، لأنه ما زال رئيساً لمصر، ونحن نعتمد عليه وعلى حكومته لممارسة دور مهم يؤدونه في أمن الشرق الأوسط واستقراره».
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، لم تكشف هوياتهم، قولهم إن «مجلس الاستخبارات القومي الأميركي والقيادة المركزية الأميركية، طلبا من محللين استخباريين وضع سيناريوهات لما بعد وفاة مبارك وكيفية تأثير رحيله على مسألة انتقال السلطة في مصر». وأوضح الخبير في الشؤون المصرية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ستيفن كوك، أنه «خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية قبل شهرين، قال له كثيرون إن الرئيس المصري ليس في صحة جيدة. وأُعدّت طبقة كاملة في مستشفى المعادي العسكري في القاهرة لعلاج مبارك»، مشيراً إلى أنه سمع كذلك أنهم «يمدّونه بشيء يجعله قادراً على أداء وظيفته كي يتمكن من عقد هذه الاجتماعات، ويشارك في أحداث عامة».
وفي السياق، قال مسؤول استخباري أميركي رفيع المستوى، «نحن نعلم أن مبارك يموت، لكن لا نعلم متى سيرحل. قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وانظروا إلى (الرئيس الكوبي السابق فيدل) كاسترو»، فيما أوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن «الحكومة المصرية ستجد نفسها أمام اتخاذ قرار تاريخي بعد رحيل مبارك، وعليها أن تأخذ في الاعتبار رغبات الشعب المصري الذي يطالب بمزيد من الانفتاح بعد سنوات من الحكم السلطوي». ورأى أن «الحملة الرئاسية بدأت بطريقة ما، ورغم بعض الانفتاح في المجتمع المصري، إلا أنه ليس كافياً لتنافس المرشحين فعلياً، مع العلم بأن لدى أكثر من واحد فرصة للفوز».
وتابع المسؤول: «مبارك رئيس لمصر منذ 30 سنة، وسيكون رحيله حدثاً تاريخياً عند حصوله»، مشيراً إلى أن نجله جمال مبارك (47 عاماً)، هو «بديل محتمل، ولكن يبدو أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، مستعد للمنافسة على الرئاسة في ظل ظروف محددة».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «مع رفض مبارك اختيار نائب له، وهو الشخص الذي سيكون بالتالي مرجّحاً لخلافته، فإن التعديلات الدستورية الأخيرة بشأن الترشّح للرئاسة تعزز من فرصة جمال مبارك الذي يترأس لجنة السياسات في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر». وذكرت أنه «وفقاً للدوائر السياسية الأميركية، هناك منافسون محتملون لجمال من داخل المنظومة العسكرية، مثل رئيس الاستخبارات عمر سليمان، إلا أنهم ليسوا أعضاءً رسميين في الحزب الحاكم».
كذلك رأت الصحيفة أنه إذا «توفي مبارك في غضون عام، فإن البرادعي، الذي يقود حملة لإلغاء قانون الطوارئ وجعل النظام السياسي أكثر تنافسية، لن يكون مؤهلاً لمنصب الرئيس».