واشنطن - محمد سعيدكشف تقرير رسمي أميركي عن ارتفاع أعداد القتلى من «المرتزقة» الذين يعملون لمصلحة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أفغانستان والعراق على نحو متواصل، لتبلغ في أفغانستان أربعة أضعاف ونصف ضعف نسبة القتلى من الجنود الأميركيين هناك.
وقال التقرير الذي أصدرته هيئة خدمات الأبحاث في الكونغرس الأميركي، إن أعداد القتلى من المرتزقة الذين يطلق عليهم اسم «المقاولون الأمنيون» لا تنال ذات الاهتمام في النشر الذي يلقاه قتلى القوات الأميركية وباقي القوات المنضوية في حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان، إذ لقي معظم المقاولين الأمنيين مصرعهم في حراسة القوافل، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة غير معروفة إلى حدّ كبير، كما أن الوفيات التي تحدث نادراً ما يجري تحقيق بشأنها.
وارتفع عدد المقاولين الأمنيين أيضاً بسرعة، من 2401 في أيلول 2007 إلى 3184 في كانون الأول عام 2008، ليصل إلى 4 آلاف في شهر آذار من عام 2009.
ومنذ تولّي الرئيس الأميركي باراك أوباما مهماته، ارتفع عدد المقاولين الأمنيين إلى أكثر من أربعة أضعاف إلى نحو 16398 مقاولاً أمنياً يعملون الآن بعقود من البنتاغون، علماً بأن عدد المرتزقة في أفغانستان يصل إلى نحو 70 ألفاً.
ويشير التقرير إلى أن عدد المقاولين الأمنيين مع البنتاغون في العراق وأفغانستان قد بلغ في شهر آذار الماضي أكثر من 27 ألفاً يعملون في حراسة المسؤولين الأميركيين في البلدين، إلى جانب حراسة القوافل والعمل في عمليات القواعد العسكرية وحراسة بعض المنشآت الاقتصادية، وتحديداً النفطية منها. ومن بين المقاولين الأمنيين 11610 يعملون في العراق وينتمون إلى 30 بلداً من بينها الولايات المتحدة. ويشير التقرير إلى أنه بينما قد يُخفض عدد المقاولين الأمنيين في العراق مع خفض أعداد جنود الاحتلال الأميركي تنفيذاً للاتفاقية الأمنية الأميركية ـ العراقية، فإنه يتوقع زيادة عدد المقاولين الأمنيين في أفغانستان مع زيادة عدد الجنود الأميركيين هناك.
ويقول التقرير إن إجمالي عدد المقاولين في العراق قد بلغ 163 ألفاً في شهر أيلول 2008 عندما كان عدد جنود الاحتلال الأميركي نحو 160 ألفاً، وانخفض عدد المقاولين إلى 95461 مقاولاً في آذار الماضي، عندما انخفض عدد الجنود الأميركيين إلى 95 ألفاً، فيما كان عدد المقاولين الأمنيين المسلحين العاملين بعقود مع البنتاغون 13232 في حزيران 2009.
ويمثّل المقاولون الأمنيون المسلحون 12 في المئة من إجمالي المقاولين في العراق. ويرى التقرير أن المقاولين الأمنيين المسلحين جزء من القوات الأميركية المقاتلة، حيث يشير إلى أنهم يمثّلون ما نسبته 16 إلى 22 في المئة من القوات الأميركية في العراق، فيما يمثّلون ما نسبته 26 إلى 34 في المئة من القوات الأميركية المقاتلة في أفغانستان.
ويوضح التقرير أن عدد القتلى من المقاولين الأمنيين من حزيران 2009 إلى نيسان 2010 بلغ 260 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجنود الأميركيين القتلى في الفترة نفسها 324.
وقال مسؤولون في البنتاغون إنهم لا يتابعون أسماء أو حتى جنسيات المتعاقدين الأمنيين الذين يؤكدون أن أكثر من 90 في المئة منهم من الأفغان.