حمّلت طهران مسؤولية اعتداءات زاهدان، التي نفذتها منظمة «جند الله»، لأميركا وإسرائيل، في وقت يستعر فيه الجدل حول عملية إعادة خبير نووي إيراني من واشنطن في ظروف لا تزال غامضةأعلنت منظمة «جند الله»، في بيان أمس، مسؤوليتها عن الاعتداء، الذي وقع أول من أمس وأدى إلى مقتل 28 شخصاً على الأقل، بينهم أفراد من الحرس الثوري الإيراني في عمليتين انتحاريتين استهدفتا مسجداً في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، في جنوب شرق إيران.
وقال بيان «جند الله»، على موقعها على الإنترنت، إن الاعتداء يأتي رداً «على الفظاعات التي يرتكبها النظام (الإيراني) باستمرار في بلوشستان، الذي يعتقد أنه بمقتل (زعيمها) عبد المالك (ريغي) ستنتهي المعركة»، وذلك في إشارة إلى تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في حق ريغي، في 20 حزيران الماضي، بعد اعتقاله خلال عملية خطف مثيرة على متن طائرة كانت متوجهة من الإمارات العربية إلى قرغيزستان.
وقالت المنظمة الإسلامية، التي تضم أعضاءً من قومية البلوش السُّنة المتشددين، والتي تنشط في المناطق المحاذية لباكستان وأفغانستان، إنها «تعلن لشعب بلوشستان وإيران أنه في مساء (الخميس) تمكن اثنان من أبنائها في عملية غير مسبوقة من توجيه ضربة إلى قلب الحرس الثوري المجتمعين في مسجد زاهدان احتفالاً بيوم الحرس الثوري، وأرسلت إلى الجحيم أكثر من مئة من عناصره». وأشارت إلى أن منفّذي العملية هما من عائلة ريغي أيضاً، ويدعيان عبد الباسط ومحمد ريغي.
في المقابل، أعلن عميد كلية الطب في الإقليم، منصور شكيبه، أنه في الانفجارين «قتل 28 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 169». أما وزيرة الصحة الإيرانية، مرضية وحيد دستجردي، فقالت إن الاعتداء أدى إلى سقوط «27 قتيلاً و270 جريحاً»، موضحةً أن 11 جريحاً في حال خطرة.
كذلك، أشار مسؤول الدائرة السياسية في قوات الحرس الثوري الإسلامي، يد الله جواني، إلى «أنه نظراً لاعترافات ريغي، فإن أميركا ضالعة مباشرة في هذا الاعتداء الجبان». وأكد لوكالة أنباء فارس «ضلوع الكيان الصهيوني وأميركا مباشرة في العمل الإجرامي».
وقال المسؤول في الحرس الثوري «إن المجموعات العميلة لأميركا والصهيونية تبتغي زرع بذور الفتنة بين المسلمين السُّنة والشيعة من خلال تفجير القنابل، وبالتالي إثارة النزاعات الطائفية بين أبناء الشعب الإيراني المسلم».
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، أن الأجهزة المعنية في إيران، تقتفي أثر الضالعين في اعتداء زاهدان ومن يقف وراءهم. وأكد أن «مثل هذه الأعمال لن تؤدي إلى الخلاف، بل ستفضي بمزيد من التآخي والتلاحم ووحدة الصف داخل البلاد».
من ناحيته، أنحى رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، باللائمة على واشنطن، قائلاً إنه لا بد من تحميلها مسؤولية «الأعمال الإرهابية في زاهدان» بسبب دعمها لجماعة جند الله.
إلّا أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أدانت من جهتها الهجمات، وقالت في بيان: «أدين بشدة الهجمات التي تبنتها المجموعة المسلحة السُّنية الإيرانية جند الله على المسجد الشيعي في محافظة سيستان ـــــ بلوشستان».
وأشارت إلى أن «هذا الهجوم والهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة في أوغندا وباكستان وأفغانستان والعراق والجزائر تؤكد حاجة المجتمع الدولي إلى العمل معاً لمكافحة المنظمات الإرهابية التي تهدد حياة المدنيين الأبرياء في شتى أنحاء العالم». كذلك أعربت وزيرة الخارجية الأوروبية، كاثرين آشتون، في بيان عن «صدمتها» من الاعتداء.
من جهة ثانية، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن عالم الفيزياء الإيراني شهرام أميري، الذي أمضى 14 شهراً في الولايات المتحدة في ظروف غامضة، عمل لسنوات عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) في إيران.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن «شهرام أميري شرح تفصيلياً أمام رجال استخبارات أميركيين، الطريقة التي أصبحت بها جامعة طهران القيادة العامة السرية» للبرنامج النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة أن أميري «أثناء وجوده في إيران كان أحد مصادر» تقرير تقويمي لأجهزة الاستخبارات عن البرنامج النووي الإيراني صدر عام 2007 وأثار جدلاً شديداً.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء المسؤولين، أن الباحث الإيراني «قدم لسنوات عدة معلومات على قدر كبير من الأهمية بشأن الجوانب السرية لبرنامج بلاده النووي».
(يو بي آي، أ ف ب، فارس، مهر، إرنا)