قُتل أكثر من 74 شخصاً وجُرح العشرات في اعتداءين انتحاريين متزامنين استهدفا حانتين مكتظّتين بمشجعين يتابعون نهائي كأس العالم بين هولندا وإسبانيا، في العاصمة الأوغندية، كمبالا، ليل أول من أمس.وأعلنت حركة «الشباب» الصومالية، التي سبق أن هدّدت قبل يومين بمهاجمة أوغندا لإرسالها قوات لحفظ السلام إلى الصومال لدعم حكومة مقديشو، مسؤوليتها عن الاعتداءين، بحسب ما ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية.
وقال شيخ علي محمد راجي، المتحدث باسم الجماعة للصحافيين في العاصمة الصومالية مقديشو، إنّ حركة الشباب وراء الانفجارين في أوغندا. وأضاف إنه يشكر المجاهدين الذين نفّذوا الهجوم، وإنه يبعث برسالة إلى أوغندا وبوروندي بأنهما إذا لم تسحبا قواتهما من بعثة حفظ السلام في الصومال، فإنّ الانفجارات ستستمر وستقع في بوجمبورا أيضاً.
واستهدف الاعتداء الأول مطعم القرية الإثيوبية في منطقة كابالاجالا، التي تعدُّ منطقة جذب شعبي لمحبي السهر، ويرتادها الزوّار الأجانب بكثرة، وكانت مزدحمة بمشجعي كرة القدم. أمّا الاعتداء الثاني، فاستهدف نادي لوجوجو للركبي كان يعرض المباراة.
وقال المتحدث باسم الشرطة، فريد أبولتو، إنّ هناك إشارات إلى أنّ الاعتداءين انتحاريّان، مشيراً إلى أنّ حصلية الضحايا ارتفعت إلى 74 قتيلاً.
وفي اللحظات الحاسمة من المباراة النهائية بين منتخبي إسبانيا وهولندا لكرة القدم، أحدث التفجيران صدمة مروّعة بين الناجين، الذين وقفوا مذهولين بين الجثث والمقاعد المتناثرة.
وقال جوما سايكو «كنا نشاهد كرة القدم هنا، وعندما لم يبقَ على انتهاء المباراة سوى ثلاث دقائق وقع انفجار. وكان مدوياً جداً».
وقال المتحدث باسم الجيش، فليكس كولايجي «في أحد المكانين تعرّف المحقّقون إلى رأس مقطوع لصومالي نشتبه في أنه ربما كان مهاجماً انتحارياً». وأضاف «نشتبه في أنها حركة «الشباب» إذ أنها تتوعّد بذلك منذ فترة».
كذلك أكد المفتش العام للشرطة، كالي كايهورا، «المعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى أنّ الأشخاص الذين هاجموا القرية الإثيوبية ربما استهدفوا الأجانب». وأضاف «لدينا تحذيرات من شخصيات شريرة التفكير مثل جماعة القوة الديموقراطية المتحالفة، وحركة «الشباب»، وجيش الرب للمقاومة».
وألقى سكان كمبالا بدورهم اللوم على حركة «الشباب»، وطالبوا بلادهم بسحب القوات من الصومال. وقال العامل إسرائيل كاتو «لابد أن يكون متمردو الشباب وراءه. هم يحبون أن تكون كمبالا مثل مقديشو». وتابع «أوغندا تدفع الآن ثمن مهمة لحفظ السلام لا معنى لها». ومضى يقول «أريد أن تسحب حكومتنا جنودنا لأنهم يموتون مقابل لا شيء، والآن نحن نموت أيضاً».
كذلك اتهمت أديس آبابا حركة «الشباب» بتدبير الهجمات، وقال المسؤول الإعلامي في الحكومة، بيريكيت سايمون، «هذا عمل جبان من جانب إرهابيّي حركة الشباب». وبين القتلى مواطن أميركي، بحسب ما أعلنت السفارة الأميركية في كمبالا. وقد ندّد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بـ «الهجمات الجبانة التي تبعث على الأسى»، معرباً عن استعداد واشنطن لمساعدة أوغندا على ملاحقة المسؤولين عن التفجيرين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، مايك هامر، إن أوباما «شعر بحزن عميق إزاء الخسائر في الأرواح، الناجمة عن تلك الهجمات المؤسفة والجبانة». وأضاف «الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أيّ مساعدة تطلبها الحكومة الأوغندية».
وأكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية «أننا على اتصال بسفارتنا في كمبالا، وعلى اتصال بمكتب التحقيقات الاتحادي في ما يتعلق بطلب الحكومة الأوغندية المساعدة».
(يو بي آي، رويترز، أ ب، الأخبار)