واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع- أعرب الرئيس الأفغاني، حميد قرضاي، عن معارضته لخطة قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان، الجنرال دايفيد بترايوس، إنشاء «مجالس صحوة» أفغانية على غرار الصحوات العراقية لمحاربة حركة «طالبان».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس أن التوتر غلب على اللقاء الذي جمع قرضاي وبترايوس في 3 تموز الجاري بحضور السيناتور الجمهوري جون ماكاين، بعد تجديد الرئيس الأفغاني معارضته لخطة بترايوس، القاضية بمشاركة القرويين في برامج الدفاع الأفغانية، التي تعدُّ جزءاً رئيسياً من الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة ترغب في توسيع البرنامج ليشمل نحو 20 موقعاً في مختلف أنحاء أفغانستان، أي نحو ضعف العدد الحالي، وتأمل تخطي مخاوف قرضاي. لكنهم أشاروا إلى مخاطر المسألة التي تدور حول احتمال نقل أفغانستان أكثر فأكثر إلى عالم أمراء الحروب والميليشيات الخارجة عن السيطرة. وسبق أن طبق بترايوس هذه الخطة في العراق، خلال قيادته قوات الاحتلال الأميركي هناك منذ 2007، حيث عمد إلى تجنيد عشرات الآلاف من العراقيين العرب السنّة لمقاتلة تنظيم «القاعدة». وقد أكد بعد تعيينه على رأس القوات في أفغانستان أنه لن يكون هناك تغيير في استراتيجية سلفه التي تحمل اسم «برنامج استقرار القرية»، وبات اسمها «مبادرات الدفاع المحلية» وتقودها قوات العمليات الخاصة الأميركية. وجرى تنفيذها للمرة الأولى على نطاق محدود من دون موافقة رسمية معلنة من قرضاي.
وقال مسؤول أفغاني رفيع المستوى للصحيفة، كان حاضراً في لقاء بترايوس ـــــ قرضاي، «نحن نجري دائماً لقاءات طويلة تكثر فيها النقاشات، لكننا نحاول دائماً تعليم شركائنا الأجانب كيفية التعاطي مع حالات كهذه، ونحن الأفغان نعرف أكثر منكم». وأوضح أن قرضاي متخوّف من فكرة إنشاء قوة ينظر إليها على أنها ميليشيا خاصة، قائلاً «نحن لا نبحث فقط عن حل يصب في مصلحتنا، بل نحاول إيجاد حلول لمصلحة أميركا وأفغانستان».
ووصف مسؤول أميركي اللقاء بين قرضاي وبترايوس بأنه نقاش صريح للمخاوف والحاجات عند كلا الطرفين، مشيراً إلى أن بترايوس وفريقه خرجوا بشعورٍ أن اللقاء كان قيّماً ومفيداً للاطّلاع على مواقف الرئيس الأفغاني.
وكان يفترض إعلان الموافقة على خطة «قوات الدفاع المحلية» يوم الخميس الماضي بحضور عدد كبير من المسؤولين الأفغان والعسكريين والمدنيين من الدول المانحة لأفغانستان تمهيداً للمؤتمر الدولي بشأن أفغانستان الذي يعقد في كابول في غضون عشرة أيام. لكن لم يجر بعد التصديق عليها، على الرغم من الدعم الذي تلاقيه الخطة.