واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع- يثير موضوع تنظيم تجارة النفط الخام والمكرر بين العراق وإيران قلقاً لدى المسؤولين الأميركيين، في ظلّ ما يقال عن تهريب للنفط العراقي عبر جبال كردستان العراق، تصل قيمته إلى مئات الملايين من الدولارات سنوياً، ما يمثّل هوّة كبيرة في الاستراتيجية الأميركية التي فرضت عقوبات جديدة أحادية الجانب على إيران.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّه حتى إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، فإنّ عمليات التهريب تضعف من تأثيرها. وقالت الصحيفة إنّه يوماً بعد يوم وبدون موافقة سلطات بغداد، تعبر أكثر من ألف شاحنة إلى إيران من خلال قرية بنجوين الواقعة على الحدود العراقية ـ الإيرانية وهي لا تضعف من العقوبات الأميركية الأخيرة فحسب، بل تزيد أيضاً من التوتر مع الحكومة العراقية بشأن طريقة تقسيم العائدات النفطية في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير في شمال العراق قوله إنّ نطاق تنظيم هذه التجارة أثار مخاوف بين المسؤولين الأميركيين في العراق الذين يخشون أن تفسد تلك الحصيلة من العائدات السياسيين العراقيين وتفيد الحكومة الإيرانية حتى إذا وافقت الولايات المتحدة على عقوبات أحادية جديدة على طهران وفرض عقوبات ضد الكيانات الأجنبية التي تبيع منتجات نفطية مكررة إلى إيران.
وقال مسؤول حكومي كردي بارز إنّ عائدات هذه التجارة «الضخمة» تذهب إلى حزبين حاكمين كبيرين في المنطقة وشركات تابعة لهما، وإنّ هناك مسؤولين وسياسيين في بغداد ضالعون في ذلك أيضاً.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تحالفاً قوياً يربط الأكراد بالولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وأنّه خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في 1991، فرضت القوات الأميركية ـ الأطلسية منطقة حظر طيران فوق شمال العراق بغرض معلن هو حماية الأكراد من نظام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين ومساعدتهم على بناء حكم ذاتي كامل لهم.
وأوضحت الصحيفة أنّ تهريب النفط والبضائع والسلع الأخرى عبر حدود العراق ازدهر في التسعينيات من القرن الماضي عندما كان البلد يخضع لعقوبات دولية، لكنّ الطبيعة شبه الرسمية للتجارة حالياً ركزت على أنّ المصالح التجارية تتحكم في السياسات المشوّشة في العراق والمنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أكراد قولهم إنّ تدفق الشحنات إلى إيران استمر من دون توقف خلال حملة عسكرية إيرانية في الشهر الماضي ضد «انفصاليين إيرانيين أكراد» ينشطون على الحدود. ونقلت عن مسؤولين أكراد قولهم إنّ مئات من صهاريح النفط، حمولة كل منها 226 برميلاً على الأقل من النفط الخام والمنتجات المكررة، تدخل إيران يومياً من قرية بنجوين وموقعين حدوديين آخرين في كردستان العراق.