واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- حذّر وزير الخارجيّة التركي، أحمد داود أوغلو، إسرائيل من مغبة عدم تنفيذ المطالب التي حددتها تركيا بعد الهجوم على قافلة أسطول الحرية. وقال في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» الأميركية إن إسرائيل تعرف العقوبات التي ستتعرض لها من جانب تركيا ما لم تنفذ المطالب التركية حتى تتجنب قطع العلاقات معها.

وأوضح أنه «إذا لم تكن الحكومة الإسرائيلية ترغب فى تأليف لجنة تحقيق دولية، فعليها أن تعترف بهذه الجريمة وأن تعتذر وأن تدفع تعويضات» لأسر ضحايا العدوان الإسرائيلي على الأسطول.

وأكد داود أوغلو أنه من دون تنفيذ أي من هذين الشرطين لا يمكن أن تعود العلاقات الدبلوماسية التركية ـ الإسرائيلية إلى مجراها السابق. ولفت إلى أنه «إذا لم يسأل المجتمع الدولي والقانون الدولي إسرائيل عن أسباب القتل، فإن لحكومة الجمهورية التركية الحق فى الاستفسار. ولا يمكن عودة العلاقات التركية ـ الإسرائيلية إلى وضعها السابق حتى الحصول على جواب من الجانب الإسرائيلي».

ورأى أنه إذا استمرت إسرائيل بعدم القيام بالخطوات المطلوبة، فإن «العلاقات الثنائية ستسير في اتجاه الانقطاع»، واستدرك بالقول «إن هذا لا يعني أن شيئاً ما سيحدث غداً أو في غضون عشرة أيام، أو شهر».

وأوضح داود أوغلو أن تركيا تملك حق فرض عقوبات على إسرائيل من جانب واحد، وأن إسرائيل تعلم جيداً تلك العقوبات، وقال «لا أستطيع الكشف عما أبلغتهم خلف الأبواب المغلقة»، في إشارة إلى لقائه مع وزير التجارة والصناعة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر في بروكسل أخيراً.

ورأى وزير الخارجية التركي «من الممكن عودة العلاقات إلى وضعها السابق إذا اتبعت إسرائيل سياسة موالية للسلام كما كانت عليه في عام 2008، عندما وصلت العلاقات في تلك الفترة إلى ذروتها بسبب اتباع إسرائيل سياسة السلام، ومن خلال اتباعها خطوات لإحلال السلام مع فلسطين من جهة، واتخاذها خطوات أخرى مع سوريا لإحلال السلام عن طريقنا من جهةٍ ثانية» .

وأشار إلى أن الولايات المتحدة «أدّت دوراً مهماً فى إعادة مواطنينا من إسرائيل، ونحن نعلم أنها مستمرة فى جهودها بالموضوع، لكن لا يمكن إغلاق هذا الملف، ويجب أن يعلم الجميع قبل كل شيء أن دولة عضواً فى حلف شمالي الأطلسي، هى تركيا، تعرّض مواطنوها لعدوان متعمّد من قبل دولة أخرى، لذا يجب على جميع الدول الأعضاء في الحلف تحمّل المسؤولية والتضامن مع تركيا، ومن حق تركيا المطالبة بهذا».

وأضاف«نحن الآن نواجه اختباراً. لقد قتل تسعة مدنيين في أعالي البحار. هل سنرفع الصوت اعتراضاً عندما تنتهك دولة شرقية أو إسلامية حقوق الإنسان، ولكننا نلتزم الصمت عندما تنتهك إسرائيل حقوق الإنسان؟». وخلص داود أوغلو إلى القول «إذا كانت هذه المعايير المزدوجة قيماً غربية، فإننا ضدها».