استغل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي زيارة الرئيس النمساوي هاينس فيشر، ليمرّر رسالة إلى أوروبا وأميركا مفادها أن تبعيّة دول القارة العجوز للسياسات الأميركية غير منطقية، وذلك بينما بدا واضحاً التوجّه النمساوي إلى فتح مجالات تعاون جديدة مع إيران وخصوصاً في الشق الاقتصادي، حيث توقّع فيشر أن يصل حجم التجارة (مع إيران) إلى 300 مليون يورو في نهاية العام الحالي.
ولدی استقباله فيشر، قال خامنئي إن «تبعية بعض الدول الأوروبية للسياسات العدائية الأميركية إزاء إيران غير منطقية»، ولكن خامنئي رأى أن «النمسا ليست من تلك الدول»، مشيراً إلى أن «من الضروري على المسؤولين في البلدين التخطيط لتعزيز العلاقات علی نحو أفضل».
وأضاف «طبعا إن نهجنا الخيّر يواجه أعداء، أيضاً، علی المستوی الدولي يحاولون إثارة الحروب والإيقاع بين الشعوب، ولكن إيران لديها أصدقاء متميزون بين الدول والشعوب تربطنا بهم علاقات وثيقة جداً».
ولفت خامنئي إلى «العداء غير المنطقي من قبل بعض الدول الأوروبية مع إيران، عقب انتصار الثورة الإسلامية» وقال إن «الثورة الإسلامية أخرجت إيران، بشكل کامل، من تحت الهيمنة الأميركية»، معتبراً أن «هذه القضية هي سبب عداء أميركا مع إيران، ولكن تبعية بعض الدول الأوروبية لأميركا بعيدة عن العقلانية».
وكان فيشر قد التقى، قبل ذلك، الرئيس الإيراني حسن روحاني. وعقب اللقاء، أكد الرئيسان ضرورة إعداد هياکل مناسبة وخريطة طريق لإيجاد علاقات شاملة ومستدامة وطويلة الأمد، في شتى المجالات، لعام 2020.
وشددا على ضرورة مواجهة الإرهاب، بصورة جادة، مشيرين إلى «فاعلية تبادل الرأي والتعاون والتنسيق اللازمين لاحتواء ظاهرة الإرهاب».
وقال روحاني إن «فرصة مناسبة توافرت علی أثر الاتفاق النووي کي نعزّز تعاوننا، بصورة تتناسب مع تطلعات الشعوب والطاقات المتاحه»، مشيراً إلى «عدم وجود أي عائق يعترض طريق تنمية العلاقات بين البلدين والفرص الاستثمارية الکبيرة الموجودة في شتی المجالات في إيران».
وفيما صرّح روحاني بأن «الجمهورية الإسلامية عازمة علی تنفيذ الاتفاق النووي، تماما»، فقد أضاف أن «هذا الاتفاق يجب أن ينفذه الطرفان، بصورة جيدة».
وأوضح روحاني أن مساعي إيران «تترکز بعد الاتفاق النووي علی تعزيز الجهود لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، أكثر من ذي قبل»، معرباً عن اعتقاده بأن «الاستقرار والأمن المستديمين سيخدمان مصالح أوروبا والمنطقة والعالم».
من جانبه، أكد الرئيس النمساوي استعداد بلاده لتعزيز العلاقات والتعاون مع إيران، معرباً عن أمله في أن تساهم هذه الزيارة في إيجاد قفزة في مسار النمو. وقال إن «النمسا حريصة علی إيجاد فرص جديدة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية».
في هذه الأثناء، عُقد الاجتماع الثامن للجنة الخاصة بدراسة الاتفاق النووي في مجلس الشوری، بحضور أمين المجلس الأعلی للأمن القومي علي شمخاني ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أکبر صالحي.
وفي هذا الإطار، قال شمخاني "إنه ينبغي النظر بإنصاف إلی جهود المفاوضين الحاليين، مع عدم نفي جهود المفاوضين السابقين». وقال شمخاني إن المرشد الأعلى أعلن، خلال لقائه أعضاء مجلس خبراء القيادة، أن "مجلس الشوری من السلطات المهمة في مناقشة خطة العمل المشترك الشاملة»، معرباً عن أمله «في التوصل إلی إجماع وطني لاجتياز هذه المرحلة والاستعداد لمواجهة الإجراءات والنفوذ المحتمل من قبل الخصم».
(الأخبار)