شدّد النائب الأول للرئيس السوري فاروق الشرع، خلال استقباله رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أمس، على تنمية العلاقات الاقتصادية بين دمشق وطهران في مختلف المجالات، وذلك في وقت أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن كبير مفتشيها أولي هاينونن، الذي يقود عمليات التفتيش في إيران وسوريا، قدم استقالته لأسباب شخصية.وقال المتحدث باسم الوكالة، جيل تودور، «نؤكد أن هاينونن أبلغ المدير العام استقالته لأسباب شخصية، على أن تصبح (هذه الاستقالة) نافذة أواخر آب».
في هذه الأثناء، أفادت وكالة أنباء «سانا» السورية بأن الشرع بحث مع لاريجاني عدداً من القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في المنطقة. وأضافت أن الحديث «تركز على موضوع الإنهاء التام للحصار الإسرائيلي على غزة، وضرورة قيام لجنة تحقيق دولية بمحاسبة إسرائيل بسبب هجومها الإرهابي على أسطول الحرية في المياه الدولية، وما أدى إليه من سقوط ضحايا أبرياء بينهم مواطنون أتراك».
بدورها ذكرت وكالة «إرنا» الايرانية أن الجانبين بحثا آخر التطورات في القضية الفلسطينية، وخاصة حصار غزة، وأكدا ضرورة فتح معابر القطاع.
واضافت «إرنا» أن لاريجاني والشرع ناقشا آخر التطورات الإقليمية، وأكدا ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة العراقية، ورأيا أن استقرار العراق وأمنه أمران يحظىان بالاهتمام.
من ناحية ثانية، انتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني «الضجيج» الذي يرافق إعلان قرارات الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض عقوبات جديدة على طهران.
وقال لاريجاني إن هذا الضجيج «حركة جوفاء من الداخل وتحرك سياسي أجوف»، معرباً عن «أسفه لأن مواقف أوباما السياسية متذبذبة، وليس هناك استتباب في أي سياسة يعلنها».
وأشار لاريجاني، الذي شارك في المؤتمر الاستثنائي الأول لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى أن «ما قدمه أوباما في مصر وتركيا من وعود براقة للفلسطينيين والمسلمين، لم تحاك أقواله فيها أفعاله». وأكد أن سياسة الرئيس الأميركي «أصبحت مفضوحة في جميع أنحاء العالم».
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن التصويت على العقوبات ضد بلاده في مجلس الأمن جعل إيران أكثر عزماً على تطوير برنامجها النووي السلمي.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى متكي قوله في رسائل منفصلة بعث بها إلى وزراء خارجية دول مجلس الأمن الدولي، «إن التصويت على مثل هذه القرارات لا يمسّ برنامج إيران النووي السلمي فحسب، من وجهة نظر الشعب الإيراني، بل يجعل إيران أكثر رسوخاً في عزمها على استمرار نهجها الحالي في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية».
ورداً على رسائل متكي، ذكّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، بأن «رسائل واضحة جداً وجهت إلى إيران حتى توافق أخيراً على البدء بمحادثات بشأن أنشطتها الحساسة». وأضاف «في هذا الإطار، لا تسير الرسائل التي تسلّمها منوشهر متكي في الاتجاه الصحيح. وما ننتظره من إيران هو أن تردّ بمبادرات ملموسة على هواجس المجموعة الدولية».
وفي السياق، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في حديث إلى وكالة «سانا»، أن «موقف دول مجلس الأمن الدائمة العضوية وتداعيات الاتفاق النووي في طهران، أمران يثيران الكثير من الحيرة، لأنهما يناقضان المنطق».
وكان الرئيس الأميركي قد وقّع أمس مشروع قانون العقوبات الأخير الذي يفرض إجراءات صارمة على تزويد إيران بالبنزين، والذي أقرّه الكونغرس، حسبما أعلن البيت الأبيض.
إلى ذلك، قالت وكالة أنباء الجمهوية الإسلامية الإيرانية إن محكمة عسكرية إيرانية قضت بإعدام شخصين لإدانتهما بقتل ثلاثة محتجّين اعتقلتهم الشرطة بعد انتخابات الرئاسة في حزيران الماضي.
وأمرت المحكمة تسعة أشخاص آخرين بدفع غرامات وديات وجلدهم لإساءة معاملة سجناء في مركز اعتقال كهريزاك.
(رويترز، سانا، يو بي آي، أ ف ب، إرنا)