خاص بالموقع - عرض الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، خلال مراسم تنصيبه السبت، إجراء «حوار مباشر» مع فنزويلا «في أسرع وقت ممكن» لتسوية الأزمة التي أدت الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.ورداً على هذا العرض، أكد الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، على الفور أنّه مستعد للقاء سانتوس في الأيام المقبلة.
وبعدما شكر جميع الذين قاموا بمساعٍ حميدة بين كولومبيا وفنزويلا، قال سانتوس «نظراً إلى الظروف (...) أرغب في إجراء حوار صريح ومباشر بأسرع وقت» مع فنزويلا.
وكانت كراكاس قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها بعدما قدمت كولومبيا الى منظمة الدول الأميركية «أدلة» توصلت إليها بوغوتا على وجود حوالى 1500 من مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية الفارك.
وأكد تشافيز أنّ هذه الأدلة كاذبة، وتدل على النيات «الحربية» للرئيس المنتهية ولايته الفارو أوريبي. وأمر الرئيس الفنزويلي بنشر قوات على الحدود بين البلدين.
إلا أنّ تشافيز أعلن قبل 24 ساعة من مراسم تنصيب سانتوس أنّ وزير الخارجية نيكولاس مادورو سيمثله في الحفل.
وبعيد خطاب سانتوس، قال تشافيز في كلمة متلفزة «إنّني مستعد لطي الصفحة والتطلع الى المستقبل».
وأضاف «إذا كان (سانتوس) غير قادر على المجيء خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة، فإنّني مستعد للتوجه الى كولومبيا»، مؤكداً رغبته في «العمل مع رئيس كولومبيا الجديد».
وحضر الحفل أيضاً رافايل كوريا رئيس الإكوادور، التي تشهد علاقاتها مع كولومبيا بعض التوتر إثر قصف الجيش الكولومبي معسكراً للفارك في الإكوادور في 2008. وأشاد كوريا «بالأخوّة الراسخة» بين شعبي كولومبيا والإكوادور.
وقال الرئيس الكولومبي إنّه «لا وجود لكلمة الحرب في قاموسه» وإنّ كولومبيا ليس لها أعداء في الخارج.
وأكد رغبته في منح كولومبيا مكانة أكبر على الساحة الدولية عبر الانضمام الى مزيد من «المؤسسات الدولية».
ونصّب رئيس البرلمان، أرماندو بينيديتي، وزير الدفاع الكولومبي السابق، خوان مانويل سانتوس، رئيساً لكولومبيا.
وأقسم سانتوس على احترام الدستور وقوانين البلاد قبل أن يعدد أولوياته في السياسة الداخلية أمام نحو ثلاثة آلاف شخص، بينهم 16 رئيس دولة وحكومة.
وتحدث طويلاً عن مكافحة البؤس في بلد يعيش نصف سكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة، تحت عتبة الفقر. كما شدد على المعركة ضد الفساد.
وكان سانتوس (58 عاماً) قد انتخب في 20 حزيران بغالبية 69% من الأصوات خلفاً للرئيس اليميني الفارو أوريبي الذي حكم هذا البلد منذ 2002. وانتخب سانتوس لولاية مدتها أربع سنوات.
ويتولى سانتوس، الذي كان وزيراً للدفاع ووزيراً للخزانة والتجارة الخارجية والذي ينتمي الى أسرة نافذة في كولومبيا، السلطة في بلد لا تزال فيه الفارك تنشط على حوالى خمسين بالمئة من أراضيه، على الرغم من تراجعها.
وأكد سانتوس استعداده للحوار مع المقاتلين الثوريين، شرط أن «يوقفوا القتال ويتخلّوا عن عمليات الخطف وتهريب المخدرات»، متبنّياً بذلك موقف الحكومة المنتهية ولايتها.
وكان سانتوس قد وجه ضربات قاسية الى المتمردين عندما كان وزيراً للدفاع، وخصوصاً عند الإفراج عن 15 رهينة كانوا محتجزين لديهم في الثاني من تموز 2008. ودافع سانتوس عن الديموقراطية، واعداً بحماية العدالة واحترام حرية الصحافة.
(ا ف ب)