font color="gray">خاص بالموقع - اضطر الهواء الكثيف المحمّل بالغازات والجزيئات السامة العديد من سكان موسكو إلى المغادرة، فيما أُلغيت العديد من الرحلات بسبب الدخان الناجم عن حرائق النباتات المتحجّرة، والتي تهدد قاعدة عسكرية.وقال المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الحالات الطارئة، فلاديمير ستيبانوف، «للأسف، فإن عدد الحرائق تضاعف في منطقة موسكو» خلال الساعات الـ24 الأخيرة، لأن هناك أشخاصاً يحتفلون ويشعلون الألعاب النارية والمفرقعات قرب الغابات.
وإزاء هول الكارثة، أعلن نائب وزير الحالات الطارئة ألكسندر تشوبريان أن رجال الإطفاء سيعملون «على مدار الساعة» لإخماد الحرائق في منطقة موسكو.
وأرسل ألف رجل إطفاء إضافي إلى هذه المنطقة لإطفاء حرائق النباتات المتحجرة التي تبعد نحو 100 كلم جنوبي شرقي العاصمة. ولجأ العديد ممن لم يتسنّ لهم مغادرة موسكو إلى ارتداء كمامات واقية، بسبب كثافة الدخان الذي غلّف مبنى الكرملين الشهير وحجبه عن الرؤية. وسارت السيارات في العاصمة ومصابيحها مضاءة بسبب عدم انقشاع الرؤية.
وتجاوز تركيز أحادي أكسيد الكربون السام 6,6 مرات الحدّ الأقصى المسموح أمس، كما أعلنت هيئة مراقبة جودة الهواء. واتجه سكان موسكو بأعداد كبيرة إلى المطارات، لكنّ حركة النقل الجوي كانت مضطربة.
وقال راكب كان ينتظر رحلته في مطار دوموديدوفو، جنوب العاصمة، إنه «أمر لا يطاق. جميع الرحلات أُجّلت أو أُلغيت. آلاف الركاب ينتظرون في هذا الجو من الحرارة والدخان الكثيف. أجهزة التكييف لا تعمل».
وذكرت شركة «روسافياتسيا» للملاحة الجوية أن «عشرات الرحلات أُجّلت أو أُلغيت في مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو (جنوب غرب موسكو)».
ولا تتوقع هيئة الأرصاد الجوية انحسار الدخان الكثيف قبل الأربعاء المقبل، فيما أعلنت وزارة الدفاع أن نحو 7 آلاف عسكري يكافحون النيران، إلى جانب عشرات الآلاف من رجال الإطفاء من وزارة الطوارئ.
وقال مسؤول في القوات الاستراتيجية، ألكسي زولوتوخين، إن «الوضع لا يزال صعباً في منطقة كولوما قرب موسكو، حيث هناك مركز إنذار من هجمات الصواريخ».
وكانت السلطات قد أعلنت أن النيران أحرقت قاعدتين عسكريتين في 29 تموز في منطقة موسكو، ما دفع بالرئيس الروسي ديميتري مدفيديف إلى إقالة عدد من الضباط.
وأعلنت وزارة الحالات الطارئة أن الحرائق «تواصل انتشارها في غرب البلاد مع تسجيل 290 بؤرة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حيث لا يتوقع خبراء الأرصاد أيّ تحسّن قريب في الوضع الذي تشهده روسيا منذ أكثر من شهر».
وأعلن مدفيديف تخصيص 350 ألف روبل (12 ألف دولار) من حسابه الخاص لمساعدة ضحايا الحرائق، كما قالت المتحدثة باسمه نتاليا تيماكوفا. وأضافت «سيحذو مسؤولون آخرون حذوه».
وتواصل السلطات متابعة الوضع قرب مركز ساروف النووي، في منطقة نيجني نوفغورود، على بعد 500 كلم شرقي موسكو، حيث قطع الجنود الأشجار حول الموقع لتجنّب أيّ خطر لانتشار النيران. وأعلنت السلطات إخلاء المركز من المواد المشعة.
كذلك تثير منطقة بريانسك (جنوب غرب) مخاوف السلطات، حيث إن التربة والنباتات في هذه المنطقة المتاخمة لأوكرانيا تلوّثت عام 1986، عند انفجار مفاعل تشرنوبيل؟ وقد تهدّد الحرائق بنقل التلوّث الإشعاعي إلى مناطق أخرى.
في هذا الوقت، قررت ألمانيا إغلاق سفارتها حتى إشعار آخر. وطلبت من رعاياها الامتناع عن أي رحلة غير ضرورية إلى المناطق المتضررة، فيما طلبت الخارجية الأميركية من رعاياها إعادة النظر في مشاريع السفر.
كذلك نصحت إسرائيل دبلوماسييها بأن يغادروا مؤقتاً «المناطق المغطّاة بالدخان».

(أ ف ب)