خاص بالموقع - عاد الخلاف بين مدير مكتب الرئيس الإيراني، إسفنديار رحيم مشائي، والمحافظين إلى الواجهة بعدما أثار مشائي استياءهم خلال مشاركته في مؤتمر للإيرانيين في المهجر مطلع الأسبوع الحالي بقوله إن «هناك عدة تفسيرات للإسلام (حول العالم) لكن فهمنا لحقيقة إيران والإسلام ينبع من المدرسة الإيرانية»، مشيراً إلى أنه «من الآن وصاعداً علينا أن نقدم المدرسة الإيرانية للعالم».واستدعت تصريحات مشائي رداً قاسياً تولاه في الأساس كل من خطيب الجمعة في طهران، أحمد خاتمي وآية الله محمد يزدي.
وقال خاتمي في خطبة الجمعة في طهران، إن «وضع مدرسة إيران في مواجهة مدرسة الإسلام مرادف للقومية الوثنية التي لم يقبل بها الشعب الإيراني قط».
كذلك تضافر رجال الدين المحافظون خلف موقف خاتمي. ووجه آية الله محمد يزدي، انتقادات لاذعة إلى مشائي الذي أدلى «مرة أخرى بتصريحات مغلوطة وغير مناسبة». ورأى يزدي أنّ «عليه (مشائي) تجنب الحديث عن الإسلام وعن إيران»، موضحاً أنّ من «المؤسف» أن يكرر مشائي مواقف «الملكيين والجماعات القومية».
كذلك طالب عدد من النواب المحافظين الرئيس الإيراني بتوضيح موقفه من تصريحات مدير مكتبه. وقال النائب المحافظ أحمد توكلي، الذي غالباً ما ينتقد الحكومة: «إنها خيانة للإسلام ولإيران»، وأضاف: «على الرئيس توضيح موقفه من هذا الشخص الذي يستخدم منابر رسمية لإطلاق مواقف منافية للدستور والإسلام وإيران».
إلا أن مشائي رفض هذه الانتقادات، مؤكداً أن «الفكر الإيراني والمدرسة الإيرانية هما الإسلام الحقيقي»، مستنداً إلى أقوال لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني.
كذلك دافع نجاد على نحو غير مباشر عن مدير مكتبه، مشيراً في كلمة ألقاها إلى أن إيران «هي منهج ومدرسة فكر فلسفي وديني قبل أن تكون بلداً وأمة».
يشار إلى أن مشائي اضطر إلى التخلي عن منصب النائب الأول للرئيس في حزيران 2009، بعد انتقادات حادة وجهها إليه المحافظون بسبب إدلائه بتصريح قال فيه إن إيران هي «صديقة الشعب الإسرائيلي».
وتأتي الانتقادات الموجهة إلى مشائي في وقتٍ تزايدت فيه الانتقادات الصادرة عن المحافظين لحكومة أحمدي نجاد، وذلك بعد المواجهات العديدة التي دارت بين الحكومة والبرلمان في الأسابيع الاخيرة حول عدد من الملفات الخلافية، ولا سيما تلك المتعلقة بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وشنّ عدد من المسؤولين هجوماً مباشراً على الرئيس الإيراني بسبب مواقفه التي عدّوها شديدة الليبرالية، ولا سيما في ما يتعلق بقضايا مجتمعية، أبرزها طريقة ارتداء الحجاب.
وأكد بعض المحافظين، وبينهم كاتب الافتتاحية في صحيفة «رسالات»، أن نجاد وأنصاره أوجدوا «حركة محافظة بلا رجال دين»، ورأوا في هذا انحرافاً خطيراً.

(أ ف ب)