واشنطن ـ محمد سعيدخاص بالموقع - كشفت أحدث دراسة حول اتجاهات الرأي العام العربي أنّ الغالبية العظمى من العرب تعتبر إسرائيل والولايات المتحدة أكثر من يمثّل تهديداً للعرب في العالم. وقال استطلاع رأي العام العربي لعام 2010 الذي أجرته جامعة ميريلاند ومؤسسة زغبي الدولية إنّ 88 في المئة من العرب يعتقدون أنّ إسرائيل تمثّل التهديد الرئيسي وتليها الولايات المتحدة بنسبة 77 في المئة. وقد أجري الاستطلاع في الفترة من 29 حزيران إلى 20 تموز من العام الجاري في ست دول عربية هي مصر، السعودية، المغرب، لبنان، الأردن والإمارات العربية المتحدة وهو التاسع من نوعه الذي يُجرى حتى الآن. وعزا شبلي تلحمي الذي أشرف على تنفيذ الاستطلاع موقف الرأي العام العربي في هذه الدول إلى سياسة الولايات المتحدة إزاء الصراع العربي الإسرائيلي المنحازة إلى إسرائيل.
وتظهر نتائج الاستطلاع الذي جاء في 95 صفحة وجود موقف سلبي عربي شعبي تجاه الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً وإدارته في عام 2010 أكثر مما كانت عليها الحال في عام 2009 التي قدم أوباما فيها وعوداً اعتقد العرب أنّها ستمثل تغيراً في السياسة الأميركية تجاه المنطقة.
وقال 62 في المئة إنّهم يحملون آراء سلبية تجاه أوباما والولايات المتحدة مقابل 20 في المئة فقط ينظرون إليهما إيجاباً مقارنة بـ23 في المئة عام 2009. وأعرب 63 في المئة عن عدم التفاؤل إزاء سياسة أوباما في المنطقة فيما كانت هذه النسبة 15 في المئة في عام 2009. وأعرب 61 في المئة ممن استطلعت آراؤهم في الدول العربية الست عن خيبة أملهم الشديدة تجاه سياسة الولايات المتحدة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي، فيما أعرب 27 في المئة منهم عن خيبة أمل في ما يتعلق بالسياسة الأميركية في العراق، و5 في المئة تجاه الإسلام و4 في المئة تجاه أفغانستان.
وعزا تلحمي في مقابلة معه تراجع العراق في سلّم الأولويات لدى الرأي العام العربي وهامشية الموضوع الأفغاني إلى ما يقال عن وجود حالة من الاستقرار في العراق عبّر عنها في الانتخابات الأخيرة وتعهد أوباما بالانسحاب من العراق في نهاية العام المقبل، فيما لا يعتبر موضوع أفغانستان إحدى القضايا القومية للعرب. وقال تلحمي إنّ الرأي العام العربي يقوّم السياسة الخارجية الأميركية استناداً إلى موقفها من الصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف أنّ ما يمكن أن يغير الرأي العام العربي هو أن تطبق تعهداتها ووعودها التي تقدم للعرب لحل الصراع العربي الإسرائيلي على الأرض، فحديث الدبلوماسية العامة وحده لا يكفي.
وقال 54 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع إنّ التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني هو أكثر ما يمكن أن يغير آراءهم بشأن الولايات المتحدة، وقال 45 في المئة إنّه الانسحاب من العراق، فيما قال 43 في المئة إنّه وقف المساعدة الأميركية لإسرائيل، و35 في المئة إنّه الانسحاب الأميركي من شبه الجزيرة العربية.
وكشف الاستطلاع أنّ 5 في المئة فقط لديهم اتجاهات مؤيدة للشعب الأميركي، فيما أعرب 57 في المئة عن عدم التأييد الكامل أو الجزئي.
وعن الاعتقاد بمدى قوة إسرائيل أعرب 12 في المئة أنّ إسرائيل قوية جداً، فيما قال 41 إنّ لدى إسرائيل عناصر قوة وضعف فيما قال 44 في المئة إنّها أضعف أكثر مما يجري تصويره.
وفي ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني الداخلي أعرب 10 في المئة عن تأييدهم لحكومة فلسطينية برئاسة حركة حماس مقابل 7 في المئة يؤيدون حكومة برئاسة حركة فتح، و53 في المئة يؤيدون إقامة حكومة وحدة وطنية. وقال 17 في المئة إنّهم يفضلون من الشخصيات القيادية الفلسطينية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مقارنة بـ15 في المئة يفضلون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و13 في المئة إسماعيل هنية ومروان برغوثي.
وقال تلحمي إنّ الأرقام الخاصة بالشخصيات الفلسطينية ترتبط بظهور هؤلاء على شاشات التلفزة العربية وتصريحاتهم وليس بناءً على دراسة أو اطلاع بما يجري.
وفي ما يتعلق بإيران قال 92 في المئة إنّهم يؤيدون امتلاك إيران برنامجاً نووياً، فيما قال 72 في المئة منهم إنّهم يؤيدون أن يكون ذلك البرنامج تسليحياً، واعتبر 57 في المئة أنّ ذلك سيكون إيجابياً على المنطقة مقارنة بـ29 في المئة عام 2009. وكشف الاستطلاع أنّ 82 في المئة من المصريين يؤيدون امتلاك إيران برنامج تسلح نووياً.