الرئيس الأميركي لا يترك مناسبة من دون الحديث عن ابنتَيهديما شريف
للمرة الأولى منذ رحيل والدها عن البيت الأبيض، أصبحت تشيلسي كلينتون، الابنة الوحيدة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، حديث الصحف والتلفزيونات. السبب زواجها الذي انتظره الأميركيون وشُبّه بعرس ملكي. تشيلسي لم تحظَ بهذا الاهتمام حين كان والدها رئيساً، والسبب يعود إلى قرار اتخذته العائلة منذ دخول كلينتون إلى البيت الأبيض في 1992 بحمايتها من وسائل الإعلام وعدم التحدّث عنها إطلاقاً. قرار يبدو أنّ الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما لم يفكر في اتخاذه. فهو منذ تسلّمه منصبه يذكر ابنتيه ماليا وساشا في عدد كبير من كلماته وخطاباته ومقابلاته التلفزيونية... حتى من دون أن يسأله أحد عنهما.
آخر مثال على ذلك، حين استضافه برنامج «ذا فيو»، الذي تقدمه خمس نساء منهن المذيعة المشهورة باربارا والترز والممثلة ووبي غولدبرغ الخميس الماضي. قال أوباما، بعد الحديث عن العراق وأفغانستان، إنّ الفتاتين «لم تصلا بعد إلى عمر المراهقة ولذلك فهما لا تزالان تحبّانني». وأضاف «إنّ الفتيات لديهن آراؤهن الخاصة وأفكارهن وملاحظاتهن وهذا عمر رائع». وأخبر الرئيس والترز أنّ ماليا أصبحت في الثانية عشرة من عمرها فيما ساشا بلغت التاسعة. كما أوضح للملايين الذين شاهدوا البرنامج أنّ ماليا موجودة حالياً في مخيم صيفي، فيما ساشا تنام عند إحدى صديقاتها. وبانتهاء البرنامج كان أوباما قد تكلّم عن ابنتيه أربع مرات.
أما منذ أسبوعين، وخلال مقابلة مع محطة «آي بي سي»، فأكدّ أوباما أنّ ابنتيه، كالأولاد العاديين، تنالان مصروفاً أسبوعياً. وأضاف إنّهما في أعمار تسمح لهما بعد فترة البدء بالعمل في وظائف مناسبة، كحضانة الأطفال مثلاً لكسب مالهما الخاص.
وقبل ذلك، خلال مقابلة مع محطة «إن بي سي»، أخبر الناس أنّ ماليا ستذهب قريباً إلى مخيم صيفي وستنام خارج البيت فترة طويلة وذلك للمرة الأولى في حياتها. وقال أوباما «قد أذرف دمعة حين يحصل ذلك».
وخلال حفل لجمع التبرعات لحملة مرشح الحزب الديموقراطي عن أحد مقاعد مجلس الشيوخ في ولاية كانساس روبين كارناهان، خرج أوباما عن النص المكتوب أثناء إلقائه كلمته، وبدأ بالحديث عن ابنته الكبرى ماليا. قال أوباما «لقد بلغت ماليا سنتها الثانية عشرة أخيراً. هي طفلتي. رغم أنّ طولها أصبح 179 سنتيمتراً، فهي تبقى طفلتي. وهي بدأت بوضع مقوّم لأسنانها أيضاً. وهذا شيء جيد لأنّها تبدو كطفلة الآن بعدما كانت قد بدأت تبدو كبيرة، أكبر ممّا أريدها أن تكون... اعذروني أنا أستطرد».
ويبدو أنّ ماليا هي نجمة خطابات أوباما أكثر من شقيقتها ساشا، فهو في كلمة ألقاها في أيار الماضي بعد حصول التسرّب النفطي في خليج المكسيك، أخبر الجمهور ما حصل معه صباح ذلك اليوم. «لقد استيقظت. وحين كنت أحلق ذقني طرقت ماليا الباب وفتحته ثم أدخلت رأسها منه وسألتني «بابا، هل أوقفت التسرب؟». وأضاف «أظنّ أنّ الجميع يفهم أنّنا حين نخدع الأرض بهذا الشكل فهناك عواقب خطيرة، وليس فقط لهذا الجيل بل للأجيال المستقبلية».
وبعد هذا الخطاب كتب الصحافي توماس فريدمان مقاله الأسبوعي في جريدة «نيويورك تايمز» في 28 أيار بعنوان «فلنرشح ماليا للرئاسة» تقديراً منه «لوعيها».
وتتلقّى الصحافة والرأي العام «استطرادات» أوباما بطريقة مختلفة. فالبعض ينتقده لأنّه يخرج عن الموضوع في أحيان كثيرة، فيما يرى آخرون أنّه يبدو أكثر إنسانية في هذه اللحظات التي يتحدّث فيها عن ابنتيه.
في المقابل، قال المتحدث السابق باسم البيت الأبيض مايك ماكوري إنّه لا يتذكر قيام الرئيس بيل كلينتون، الذي عمل معه لسنوات، بذكر ابنته تشيلسي في العلن. ويضيف إنّ بيل وهيلاري عملا جهدهما لإبقاء ابنتهما بعيدة عن أعين الصحافيين لتكبر بهدوء وسلام، فيما قال أحد مساعدي كلينتون السابقين إنّ الرئيس كان يحب التباهي بإنجازات ابنته العلمية والدراسية بوجود بعض الأشخاص المقرّبين منه فقط.
ماذا عن التوأم جينا وباربارا بوش؟ اشتهرت ابنتا الرئيس السابق جورج بوش الابن حين أُلقي القبض عليهما في 2001، مرتين، لتناولهما الكحول قبل أن تكملا السن القانونية لذلك. ورغم هذا، لم يكن بوش وزوجته لورا يتحدثان عن الفتاتين، واستمر ذلك إلى أن تزوجت جينا في صيف 2008.
بعض المدافعين عن أوباما يعزون سبب ذكره الدائم لابنتيه إلى ارتياحه في الحياة في البيت الأبيض، ولكونهما أصبحتا جزءاً مهماً من يوميات الأمة، فيما يؤكد آخرون أنّه ببساطة فخور جداً بابنتيه، كأيّ أب عادي. فهو أخبر برنامج «صباح الأحد» على قناة «سي بي إس» منذ يومين، أنّه يتطلع إلى تناول العشاء كل يوم مع ابنتيه حين يترك مكتبه، ويريد أن يحظى أولادهما بحياة جيدة في وطن قوي.