انتقد مسؤولون إيرانيون، أمس، تصريحات رئيس أركان الجيوش الأميركية، مايكل مولن، التي قال فيها إن خطة الهجوم الأميركية على إيران جاهزة، مؤكدين أن واشنطن ستُمنى بهزيمة أكبر في حال نشوب حرب من هزيمتها في العراق وأفغانستان. وتزامنت هذه الانتقادات مع ورود تقرير لصحيفة «واشنطن تايمز»، يفيد بأن أي هجوم أميركي على الجمهوريّة الإسلاميّة قد يعتمد على نحو خاص على قاذفات «بي 2» وصواريخ «كروز»، لمحاولة تدمير قدرة النظام على إنتاج أسلحة نووية.وقال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، توماس ماكاينيرني، إن الهجوم «سيكون هجوماً جوياً يترافق مع عمل سري لإطلاق ثورة مخملية لكي يتمكن الشعب الإيراني من استعادة بلاده».
أمّا المحلل العسكري، جون بايك، الذي يدير منظمة «غلوبل سيكيوريتي»، فرأى أنه على الرغم من أن إيران لديها أهداف محتملة كثيرة، إلاّ أن نحو ستّ منشآت رئيسية إذا دُمِّرت فإنها ستمثّل ضربة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني.
في المقابل، هدّد وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، بأنه «في حال تعرُّض إيران لهجوم، فإن مصيرها (الولايات المتحدة) سيكون أسوأ من مصيرها المشؤوم في العراق وأفغانستان».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان برست، قد رأى أن تصريحات الأميرال الأميركي «غير مهمة على الإطلاق». وقال: «نعتقد أنها ناجمة عن مغامراتهم العسكرية التي أدت إلى مقتل مواطنين أبرياء وجنود أميركيين».
أمّا وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، فقد وصف من ناحيته تصريحات مولن بأنها «فاشية». وقال إن «مثل هذه التصريحات تتناقض مع تأكيدهم أنهم يريدون الحوار والسلام».
ومن ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية أن «خطوات جيدة وواعدة» اتخذت في ما يتعلق بمبادلة الوقود النووي، مشدداً على ضرورة بدء المحادثات مع مجموعة فيينا بهذا الشأن في أسرع وقت ممكن.
وفي السياق، قال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غلين دايفس، إن المباحثات المقبلة بين إيران ومجموعة فيينا، ستهيمن عليها على الأرجح مسألة تشجيع طهران على العودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وأضاف دايفس: «لم نذهب لتأجيل هذا (الاجتماع) إلى أجل غير مسمى، لا نستطيع. الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) تحتاج إلى القيام بواجبها. وتحتاج إلى الحصول على أجوبة عن الأسئلة».
في هذه الأثناء، فرضت اليابان عقوبات اقتصادية جديدة على إيران وبرنامجها النووي، شملت تجميد أرصدة 40 شركة إيرانية ومسؤولاً في القطاع النووي في البلاد.
في هذا الوقت، أعلن القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عطاء الله صالحي، أن البحرية الإيرانية ستدشن خلال الأيام العشرة المقبلة غواصة متطورة محلية الصنع، ستُستخدم في البحار البعيدة، فيما دُشِّنت مروحيتان من طراز «كوبرا»، إيرانيتا الصنع.
على صعيد آخر، أعلن رئيس المركز القومي الروسي لتحليل التجارة الدولية بالسلاح، إيغور كوروتشينكو، لوكالة «نوفوستي»، إن خسائر بلاده إن تخلت عن تعاونها العسكري التقني مع إيران قد تصل الى ما بين 11 و13 مليار دولار.
وذكرت الوكالة أن البيانات الصادرة عن المركز تشير إلى أن طهران بدأت في عام 2001 تحقيق برنامج إعادة تسليح قواتها المسلحة الذي يستغرق 25 عاماً، وينص أساساً على شراء أسلحة وتقنيات عسكرية روسية الصنع، ويقدر إجمالي حجم تمويل المشروع بـنحو 25 مليار دولار.
إلى ذلك، رفضت طهران أمس طلباً برازيلياً بإعطاء اللجوء لامرأة إيرانية مدانة بتهمة الزنى وتواجه عقوبة الرجم حتى الموت.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز، إرنا، مهر)