طهران تعلن الحصول على «أس 300» وتسخر من «خطط الحرب»سيطر الغموض أمس لساعات على المشهد الرئاسي الإيراني، بعد ورود أنباء عن تعرّض الرئيس محمود أحمدي نجاد لمحاولة اغتيال في مدينة همدان الغربية، فيما حسمت السلطات الالتباس بالحديث عن مجرد مفرقعةنفت السلطات الإيرانية «الشائعات» عن تعرّض الرئيس محمود أحمدي نجاد لمحاوله اغتيال في مدينة همدان غرب البلاد، موضحة أن الانفجار ليس سوى مجرد مفرقعة.
وأكد مسؤول في المكتب الإعلامي للرئيس الإيراني أن ما أورده موقع «خبر أون لاين» الإخباري المحافظ عن أن موكب نجاد تعرّض لهجوم بقنبلة يدوية في همدان (غرب)، غير صحيح، مضيفاً «لقد كانت مفرقعة، وسيصدر بيان في هذا الشأن قريباً».
لكنّ وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء نقلت عن شهود عيان قولهم إن «قنبلة صوتية مصنّعة منزلياً انفجرت على مسافة بعيدة من سيارة الرئيس» في شارع باستور وسط همدان، مضيفة أنه « لم يصب أحد بأذى، واعتُقل العديد من الأشخاص».
وجاءت الحادثة بعد يومين من تصريح نجاد، في كلمة متلفزة وجّهها إلى المغتربين الإيرانيين، أن «الصهاينة الأغبياء وظّفوا مرتزقة لاغتيالي».
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إلى «أن القوى الصهيونية لديها أوامر من دولة (إسرائيل) باغتيال مختلف الشخصيات في العالم الإسلامي»، لافتاً إلى أن «أحد ألدّ أعداء ذلك النظام هو نجاد».
وعقب الحادث، ألقى نجاد كلمة نقلها التلفزيون مباشرة، أمام حشد من السكان المحليين الذين تجمعوا في استاد في همدان، إلا أن الرئيس لم يشر في خطابه إلى الحادث.
لكنه أعلن مرة أخرى استعداده للمناظرة مع نظيره الأميركي أمام الرأي العام العالمي لمناقشة قضايا العالم، مؤكداً بعد رفض البيت الأبيض لهذه المناظرة أن «أوباما خسر الكثير من الفرص، لأنه كان يتصوّر أن العالم برمّته يخضع لهيمنة الصهاينة، فيما الأمر ليس كذلك».
وحثّ الرئيس الإيراني الولايات المتحدة على الانضمام إلى محادثات تبادل الوقود النووي بعد شهر رمضان، أواسط أيلول المقبل. وقال نجاد «نحن مستعدون لإجراء محادثات تقوم على الاحترام والعدالة والاقتراحات التي ستقدمها إيران بعد منتصف شهر رمضان، ونحن ننصحه (أوباما) بعدم تفويت هذه الفرصة». وأكد «أن أعداء إيران يجهّزون أنفسهم لحرب ضدها في ما يتعلق ببرنامجها النووي السلمي».
من جهته، سخر مدير مكتب الرئيس الإيراني، اسفنديار رحيم مشائي، من التقارير عن وجود خطة جاهزة لدى الجيش الأميركي لمهاجمة إيران. وقال «مسألة مهاجمة أميركا لإيران مضحكة وغير حكيمة».
رفسنجاني يحذّر «التيارات المتطرفة» من مغبّة الانسياق وراء أهداف أعداء الثورة
وحذر مشائي الرئيس الأميركي من أن مواصلة المسار الذي سلكه سلفه جورج بوش ستقوده إلى الدمار، مشدداً على أن العراق وفلسطين وأفغانستان هي مسائل مهمة جداً للولايات المتحدة، ولن تحلّ إلّا إذا وجد حلّ للمسألة النووية الإيرانية، داعياً أوباما إلى تغيير لهجته تجاه إيران.
من ناحية ثانية، قال مشائي، في الجلسة الختامية لمؤتمر المغتربين الإيرانيين في طهران، لقد «وجدنا أن المحادثات النووية مع أوروبا غير مفيدة، فهم يوسّعون العقوبات على إيران ولكنهم لا يفهمون المنطق وراء مثل هذه العقوبات»، معتبراً أن أوروبا فقدت قيمتها.
في هذه الأثناء، انتقد السفير الإيراني لدى طوكيو عباس أرغشي سياسة اليابان الأخيرة تجاه بلاده، لجهة فرض عقوبات، معتبراً أن «اليابان لم يكن عليها تبنّي تلك السياسة، حيث كانت صديقة لإيران لفترة طويلة».
في غضون ذلك، ذكرت وكالة «فارس» للأنباء أن إيران حصلت على أربعة صواريخ أرض جو من طراز «أس ـــــ300» التي لا تزال روسيا تماطل في تنفيذ صفقة بشأنها.
وقالت الوكالة إن طهران حصلت على صاروخين «أس ـــــ300» من بيلاروسيا وصاروخين من مصدر آخر لم تحدّده. لكنّ المصادر الرسمية الإيرانية لم تؤكد هذا النبأ.
من جهة ثانية، أعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، أن «الثورة الدستورية هي التي أسّست نواة الديموقراطية في إيران».
وحذّر رفسنجاني، في احتفال بذكرى انتصار الثورة الملكية في بداية القرن الماضي، «كل التيارات المتطرفة في البلاد من مغبّة الانسياق وراء أهداف أعداء الثورة الإسلامية للحيلولة دون تكرار أحداث الثورة الدستورية في إيران».
من جهته، أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، أن الولايات المتحدة ليست قادرة على مهاجمة بلاده، وفتح جبهة ثالثة في المنطقة. ورأى أن «التهديدات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون بشأن القيام بعمل عسكري ضد إيران ليست بالأمر الجديد، ونحن واثقون من أن القوات الأميركية تعيش ظروفاً عسكرية سيّئة للغاية».
إلى ذلك، أعلن مسؤول الشؤون الخارجية لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في أنقرة، ميتين كوراباتير، أن محمد مصطفائي، محامي الإيرانية التي حُكم عليها بالرجم حتى الموت في بلادها، سكينة اشتياني، طلب اللجوء في تركيا.
(مهر، إرنا، أ ف ب، يو بي آي)