Strong>نشر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو مذكراته في جزئها الأول، فيما يعكف على كتابة الجزء الثاني. وكتب رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما يحثّه فيها على عدم مهاجمة إيرانصدر الجزء الأول من مذكرات الزعيم فيدل كاسترو «في كلّ دروب الأدغال، النصر الاستراتيجي»، وهو كتاب من نحو 900 صفحة، بدأ الثوري الكوبي بكتابته بعدما مرض قبل سنتين وأُجبر على تسليم قيادة الدولة إلى شقيقه راوول.
وأعلن كاسترو، الذي أسرّ بأنه تعافى نهائياً، قبل أيام، أنّه منكبّ الآن على صياغة الجزء الثاني. وقد أُقيم الحفل الذي أعلن فيه الصدور القريب لأول 50000 نسخة من الكتاب بحضور المقاتلين القدامى من الكفاح المسلح، وعددهم 20، لا يزالون على قيد الحياة، وعمال المطابع الذين أسهموا في إنجاز الكتاب. وأجاب فيدل عن أسئلة الحاضرين، وأوضح أنّه سرّع خطوات الكتابة قبل سنة، وأنّه حصل على دعم ثمين من فريق المؤرخين الذين عملوا معه. وقال «للحقيقة لم يكن عملي بهذه الصعوبة بسبب العمل المنجز»، في إشارة إلى كلّ وثائق الكفاح المسلح التي كان الفريق قد أعدّها، وإلى الأبحاث الميدانية التي قام بها في المواقع التي مرّ بها الثوريون.
ومن أبرز المعلومات التي أوضحتها المذكرات أنّ فيدل كاسترو كان ماركسياً ولينينياً ومارتياً (نسبة إلى خوسي مارتي، السياسي والشاعر الكوبي الثوري) قبل الثورة، وقال إنّه أخفى هذه المعلومة «لأسباب تكتيكية».
من جهة أخرى، وفي إطار «تأملاته» الصحافية، كتب فيدل كاسترو «إشعاراً إلى رئيس الولايات المتحدة»، وهو مقال يعرّج على الكارثة البيئية في خليج المكسيك مروراً بالوثائق السرية عن حرب أفغانستان التي سرّبت على شبكة الإنترنت، وصولاً إلى التوتّر القائم مع إيران الذي يهدد باندلاع صراع نووي، داعياً أوباما إلى اتخاذ القرار لتجنّب ذلك.
وعن هذا الموضوع الذي يختم به مقالته، كتب فيدل: «لم يقع على عاتق أي رئيس أميركي قرار بهذه الخطورة، وعليّ أن أنذرك... وفي هذه المناسبة أتوجّه للمرة الأولى في حياتي إلى رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما... عليك أن تعلم أنّ بين يديك إمكانية تقديم فرصة السلام الحقيقية الوحيدة للإنسانية... المناسبة الأخرى لممارسة صلاحياتك قد تكون إعطاء أمر فتح النار... ومن الممكن أنّه بعد هذه التجربة المؤلمة، توجد حلول لا تقودنا مرة أخرى إلى عتبة نهاية العالم... والجميع في بلدك، بمن فيهم أشرس أعدائك اليمينيين واليساريين، سيشكرونك بالتأكيد، وكذلك شعب الولايات المتحدة غير المسؤول عن الوضع القائم... أناشدك أن تصغي إلى هذا النداء الذي أوجّهه إليك باسم الشعب الكوبي... أتفهّم أنّي لن أستطيع أن أنتظر، وأنت لن تفعل، جواباً سريعاً. فكّر مليّاً، استشر أبرز خبرائك واسأل رأي أبرز حلفائك وأخصامك الدوليين».
(الأخبار)