لو صدق النبأ، فإن هجوم «القاعدة» على قافلة نفط يابانية عملاقة في مضيق هرمز، حيث يمرّ أكثر من 40 في المئة من النفط العالمي، سيكون ضربة تهزّ الاقتصاد العالمي برمّته. لذلك خرجت بعض الأصوات لاستبعاد ما أورده التنظيمأعلنت «كتائب عبد الله عزام»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مسؤوليتها عن الهجوم على ناقلة النفط اليابانية العملاقة «إم ستار»، يوم الأربعاء الماضي، قرب مضيق هرمز.
وقالت الجماعة، في بيان على موقع إلكتروني إسلامي تابع لـ«القاعدة»، «بعد منتصف ليل الأربعاء الماضي، فجّر البطل الاستشهادي أيوب الطيشان نفسه في ناقلة النفط اليابانية (إم ستار) في مضيق هرمز، بين دولة الإمارات وسلطنة عمان».
وتضمن البيان صورة للمفجّر الانتحاري المزعوم، وهو يشير إلى صورة لناقلة نفط عملاقة على شاشة فيديو. وقال إن الهجوم كان ضربة للاقتصاد العالمي وسوق النفط. وأضاف أن هؤلاء الذين قدّموا تفسيرات أخرى بشأن الأسباب المحتملة لحادث الناقلة، ابتداءً من موجة غريبة إلى انفجار داخلي، كانوا يحاولون تغطية ما حدث. ولم تعلّق شركة «ميتسوي أو أس كيه. ليمتد» اليابانية المالكة للسفينة على النبأ، فيما ذكر متحدث باسم الأسطول الخامس أن البحرية الأميركية ستساعد في التحقيق.
وكانت الشركة المالكة قد تعاقدت مع متخصّص عسكري يتخذ من دبي مقرّاً له، الأسبوع الماضي، للتحرّي عمّا ألحق الضرر بالسفينة «إم ستار» التي يبلغ طولها 333 متراً.
وأوضح المستشار الأمني، جون درايك، «من الصور التي رأيناها، لا يبدو أن هناك عمليات احتراق، أو خرقاً للسفينة». وأضاف «عندما ينتهي التحقيق، صورة مغايرة قد تنبثق، وحتى حينه كل شيء متوقع».
وكان الفريق العامل قد أبلغ عن وقوع انفجار فوق الناقلة، أدّى إلى جرح بحار، لكنه لم يسبّب تسرّباً نفطياً أو أضراراً في الشحنة. وتجاهلت سوق النفط الحادث مع تراجع أسعار النفط، بعد الأنباء التي أفادت بارتفاع مخزونات النفط الأميركية. ولم تتعطّل حركة المرور قرب المضيق، نتيجة الانفجار، وحُوّلت الناقلة إلى أحد موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يجري فحصها.
من جهته، استبعد المحلل الأمني في مجموعة «أنيجما»، تيودو كاراسيل، أن تكون الكتائب قد نفّذت اعتداءً. وقال «قد يعلنون ذلك في محاولة للحصول على الاهتمام العالمي كي يبدوا أكبر مما هم عليه في حقيقة الأمر».
وأشار إلى أن توقيت الإعلان بعد يوم واحد من الاشتباكات الدامية التي وقعت على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وبعد يومين من إطلاق صاروخ على ميناءي إيلات في فلسطين المحتلة والعقبة الأردني المطلّين على البحر الأحمر، قد يكون محاولة لزيادة التوترات في المنطقة.
لكنّ المحلل العسكري فارس بن حزام، في دبي، رأى أنه سيكون من الصعب على جماعة مرتبطة بـ«القاعدة» أن تضع صورة كهذه وتستخدم هذا الموقع بالتحديد لو لم تكن متورّطة، مستدلّاً بالهجوم الانتحاري الذي شنّته «القاعدة» في عام 2000 على مدمّرة أميركية قبالة شواطئ اليمن، بحيث استخدم الانتحاري في حينه قارباً للهجوم.
و«كتائب عبد الله عزام» سبق أن تبنّت مجموعة من الاعتداءات الدامية، كتفجيرات شرم الشيخ المصرية عام 2005، وإطلاق صواريخ على سفينتين حربيّتين أميركيّتين في ميناء العقبة الأردني في العام نفسه.
وفي العام الماضي، أعلن فصيل زياد الجراح، في «كتائب عبد الله عزام»، المسؤولية عن إطلاق صاروخين على شمال فلسطين المحتلة.
(رويترز)