اقترح زعيم الفارك أفونسو كانو التفاوض مع الرئيس الكولومبي، فيما أعلن الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، إرسال جيشه إلى الحدود مع كولومبيا
بول الأشقر
في شريط مصور وزعته شبكة «الجزيرة»، طالب زعيم الفارك أفونسو كانو، بفتح مفاوضات مع الرئيس الكولومبي الجديد، خوان مانويل سانتوس، الذي يتسلم مقاليد السلطة في نهاية الأسبوع.
واقترح كانو التفاوض في خمسة محاور هي أرض الفلاحين وحقوق الإنسان والنظام السياسي والنموذج الاقتصادي والقواعد العسكرية الأميركية، مبدياً استعداده لإعطاء «مستقبل مغاير للكولومبيين؛ لأن في ما يخصنا واقع الحرب الحالي لا يسعدنا».
وفي أول رد رسمي، علّق الرئيس المنتهية ولايته، ألفارو أوريبي، على الدعوة بالقول إنه «لا يتفهم هؤلاء اللصوص». وأضاف: «يتحدثون عن السلام للحصول على مانشيتات صحافية، فيما يستمرون في عمليات القتل»، في إشارة إلى الجنود الستة الذين سقطوا في معركة مع زورق للفارك على نهر في ولاية كاكيتا.
واستغل المناسبة ليؤكد أن «كولومبيا لم تفكر، ولو مرة واحدة، بمهاجمة شعب جمهورية فنزويلا كما يقول رئيسها (هوغو تشافيز) في محاولة مفضوحة لغشّ شعبه».
أما الرئيس المنتخب خوان مانويل سانتوس، فاكتفى بالقول: «إني أرفض هذا العرض، ولا أفهم ماذا يريد الإرهابيون». إلّا أن الجواب الأكثر تعبيراً عن فكر سانتوس أتى على لسان نائب الرئيس أنجلينو غارزون، بقوله: «حكومة سانتوس لن تقفل باب السلام، لكنها تشترط الإفراج عن كل المخطوفين، ووقف زرع الألغام الأرضية والإفراج عن الأطفال المجندين قسراً». وأضاف: «عليهم أيضاً أن يقولوا إن العنف من دون جدوى»، لافتاً إلى أنهم في حال قيامهم «بهذه الخطوات فأنا متأكد من أن سانتوس ستكون له الشهامة لبناء اتفاقات سلام ومسارات تسامح ومصالحة وسط التعويض على ضحايا العنف».
من جهة أخرى، لا تزال كراكاس ترسل جيشها إلى الحدود «لأن أوريبي قادر على القيام بأي شي في أيامه الأخيرة»، كما قال تشافيز الذي اعترف بأنه «حزين لأني أكرس كل يوم 4 ساعات للاستراتيجيات الحربية». وأوضح أنه يجند وحدات عسكرية «لكن بصمت لأننا لا نريد أن نربك الناس»، مضيفاً: «نحن مستنفرون ونرسل قواتنا إلى الحدود للدفاع عن سيادتنا في حال وقوع اعتداء». ورأى أن «أوريبي قد تحوّل إلى خطر حرب. لكننا لا نريد الحرب».
وفي سياق المساعي المبذولة لاحتواء التوتر بين فنزويلا وكولومبيا، أجرى الرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا مشاورات هاتفية مع الرئيس المنتخب سانتوس، ووصفت المكالمة بـ«المُرضية»، بعدما تبادل لولا وأوريبي تصاريح حادة في الأسبوع الماضي.
من جهته، انتقد رئيس البيرو، ألان غارسيا، تصرف تشافيز قائلاً: «لا أحد يريد محاربة فنزويلا، ولا حاجة إلى نقل الجيوش». وخلص إلى القول: «أتصور أن مع تسلم سانتوس، درجة التوتر الحالية ستتراجع».