Strong>لقاءات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، في رام الله لم تثمر، ما يستدعي مزيداً من الجهود، فيما كشفت «معاريف» عن ضمانات جديدة لإسرائيلأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، أن واشنطن تبذل حالياً «جهوداً مكثفة» وستواصلها «في الأيام المقبلة»، من أجل استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. وقال، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، الذي استمر أكثر من ساعتين، «نحن مصممون على مواصلة جهودنا للتوصل إلى نقطة تفاهم بين الطرفين بهدف إتاحة استمرار المفاوضات المباشرة»، مضيفاً «سنواصل جهوداً مكثفة خلال الأيام المقبلة»، موضحاً أنه «سيلتقي عباس مجدداً» غداً السبت.
من جهة ثانية، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن «اللقاء كان معمقاً ومحادثاتنا مع الإدارة الأميركية مستمرة»، مضيفاً «طالبنا ميتشل الاستمرار في جهوده، وأن توقف إسرائيل كل نشاطاتها الاستيطانية، بما فيها النمو الطبيعي، لإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق».
وأضاف عريقات «أكدنا أننا لسنا ضد المفاوضات واستمرارها، لكن من قرر استمرار الاستيطان هو الذي قرر وقف المفاوضات»، موضحاً أن «عباس نقل هذا الموقف الفلسطيني للرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة خطية».
وتابع عريقات «نسعى للسلام ونقدّر الجهود الأميركية الكبيرة التي تقوم بها إدارة أوباما، ونأمل أن يتم إلزام إسرائيل بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية».
وتزامن لقاء ميتشل – عباس مع إعلان جامعة الدول العربية عن تأجيل اجتماع لجنة المتابعة العربية حول مفاوضات السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، الذي كان مقرراً في 4 تشرين الأول إلى السادس منه، لإتاحة الفرصة أمام الجهود الأميركية الرامية إلى تذليل العقبات.
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أحمد عيسى، إنه تقرر التأجيل «بهدف تمكين محمود عباس من حضور اجتماع اللجنة لإطلاعها على آخر التطورات المتعلقة بجهود الولايات المتحدة إزاء المفاوضات».
وفي السياق، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، أن المنظمة «ستعقد اجتماعاً مهماً في رام الله في الضفة الغربية السبت للبحث في مستقبل المفاوضات مع إسرائيل». وقالت إن الدعوة «وجهت كذلك لأمناء الفصائل الفلسطينية المختلفة للمشاركة في هذا الاجتماع الذي سيرأسه عباس». وأضافت أن «الدعوة وجهت لأمناء الفصائل لتشجيع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي أعلنت تجميد عضويتها في اللجنة على المشاركة في هذا الاجتماع، بما في ذلك اتخاذ قرارات مدروسة من الجميع بشأن ما يجرى».
في هذا الوقت، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن تعهد جديد للرئيس الأميركي باراك أوباما، يضمن «أمن إسرائيل». وقال إن «رسالة الضمانات التي وصلت إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تضمنت تعهداً أميركياً واضحاً ببقاء سيطرة الجيش الإسرائيلي على غور الأردن عند التوصل إلى اتفاق نهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وأضاف الموقع أن «أوباما وافق من خلال رسالة الضمانات على سيطرة الجيش الإسرائيلي على غور الأردن لسنوات بعد التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، استجابة إلى المطلب الإسرائيلي الذي يضمن مصالح إسرائيل الأمنية».
إلى ذلك، رفضت القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية مسار المفاوضات المباشرة الفلسطينية مع إسرائيل. وأكّدت، عقب اجتماع عقد برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، وفي حضور الأمناء العامين وقادة الفصائل الفلسطينية في بيان «استمرار العمل والتحرك للضغط على الفريق الفلسطيني المفاوض للخروج من هذه المفاوضات التي تلحق أفدح الأضرار بالقضية والحقوق الفلسطينية ومستقبل المشروع الوطني، وإن الاستمرار بالمفاوضات لا يعبّر عن إرادة شعبنا ويقود إلى نتائج لا تخدم الجهود المبذولة لتحقيق وحدة وطنية حقيقية».
وطالبت القيادة المركزية من «القوى والفصائل والهيئات والفعاليات الوطنية ببذل الجهود والتوجه نحو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة، وإعطاء الأولوية لذلك على قاعدة التمسك بجميع الحقوق الوطنية لشعبنا، والعمل الجاد لإعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية وديموقراطية، وبمشاركة القوى والفصائل والهيئات والفعاليات الفلسطينية لتكوّن المرجعية العليا لشعبنا». وطالبت القيادة الجامعة العربية ولجنة المتابعة العربية «بعدم تغطية مسار المفاوضات مع العدو، وتعزيز الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومجابهة سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد والعدوان، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني».
ورفض البيان «التعهدات الأميركية للكيان الصهيوني»، قائلاً أنها «تمثّل خطراً حقيقياً على مستقبل القضية الفلسطينية».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)