أصبح تقليداً سنويّاً مشهد خروج ممثّلي الدول الغربية من قاعة الأمم المتحدة، لدى اعتلاء الرئيس الإيراني المنصة لإلقاء خطابه الروتيني عن هيمنة إسرائيل وأميركا على العالم الإسلامي، وما يحوكانه من مؤامراتأثار خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في الأمم المتحدة، أول من أمس، ردوداً مستنكرة، وصفت اتهامه لواشنطن بالوقوف خلف أحداث 11 أيلول 2001 بأنها «مشينة». وغداة خطاب نجاد، أعلن خبراء تكنولوجيون أن أخطر ديدان فيروسات الكمبيوتر التي كُشف عنها في الفترة الأخيرة، وأكثرها تطوراً الفيروس «ستكسنيت»، يستهدف البنية التحتية ذات «القيمة الاستراتيجية العليا» في إيران.
وذكر باحثون لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن هذه أول مرة تُطوّر فيها دودة فيروسية تستطيع استهداف بنية تحتية حقيقية، مثل محطات الطاقة ومحطات المياه والوحدات الصناعية.
وقال خبير الشركة الأمنية «سيمانتك»، ليام أومروتشو، الذي رصد الدودة الفيروسية منذ اكتشافها، إن «حقيقة أن نرى هذا العدد الكبير من الضربات الفيروسية في إيران أكثر من أي مكان آخر في العالم يجعلنا نفترض أن الفيروس يستهدف إيران، وأن في إيران ما هو ذو قيمة عالية جداً جداً، بغضّ النظر عمّن يقف وراءه».
نجاد: المفاوضات مع «الست» ستجرى على الأرجح في تشرين الأول
وتكهّن البعض بأنه كان من الممكن أن يستهدف الفيروس تعطيل محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية أو محطة تخصيب اليورانيوم في ناتنز (وسط). وأشار أومروتشو إلى أن من أنشأ هذه الدودة الفيروسية صرف جهداً «كبيراً» في إعدادها،
وكُشف أول مرة عن «ستكسنيت» في حزيران الماضي، عبر شركة أمنية مقرّها في روسيا البيضاء، ودُرس بكثافة منذ ذلك الحين. وأشار الخبراء إلى أن التعقيد الذي يتّصف به الفيروس، يشير إلى أن دولة تقف وراءه.
وأفاد الخبراء بأن الفيروس يصيب الأجهزة التي تستخدم منظومة «ويندوز»، لا عن طريق شبكة الإنترنت، بل عبر مفاتيح الـUSB التي تُستخدم عادة لنقل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر.
من جهة أخرى، وصفت وزيرة الخارجية الأوروبية، كاثرين آشتون، تصريحات الرئيس الإيراني بشأن وجود «مؤامرة» أميركية خلف اعتداءات 11 أيلول 2001 بأنها «مشينة وغير مقبولة». وقالت «لذلك انسحب جميع مندوبي البلدان الـ27 في الاتحاد الأوروبي من قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة» أثناء خطاب نجاد.
بدوره، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، بيل بيرتون، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتقد أن تصريحات نجاد «شائنة وعدوانية، وخاصة في المدينة (نيويورك) التي وقعت فيها هجمات 11 أيلول».
وكان الرئيس الإيراني قد ذكر في خطابه في نيويورك أنه «أخفيت» بعض الأدلة (في أحداث 11 أيلول)، التي يمكن أن تدعم النظريات البديلة، منها جوازات سفر كانت تحت الأنقاض، وشريط فيديو لشخص لا يعرف مكان إقامته، لكن قيل إنه «كان له دور في صفقات نفطية مع بعض المسؤولين الأميركيين».
من ناحية ثانية، يُُفترض أن تجري آشتون، باسم مجموعة الست (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، المفاوضات مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي تصريح لشبكة تلفزيون يابانية، قال نجاد إنه «يجري الإعداد» للمفاوضات مع الدول الست، مضيفاً أنها «ستجرى على الأرجح في تشرين الأول» المقبل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، لشبكة «سي أن أن» الأميركية، إن الإيرانيين «طلبوا الاجتماع معنا... ووافقنا».
وكان دبلوماسيان من مجموعة الدول الست، طلبا عدم كشف اسميهما، قد أشارا إلى أن اجتماعاً بين إيران والدول الكبرى قد يعقد هذا الخريف في فيينا، أو حتى «بعد شهر في جنيف».
من جهة ثانية، أعلن وزير الداخلية الإيراني، مصطفى نجار، أن دول الجوار العراقي أبدت في مؤتمر المنامة لوزراء الداخلية، الذي حضره، استعدادها للتعاون من أجل كشف منفّذي «الاعتداء الإرهابي» في مدينة مهاباد شمال إيران، الأربعاء الماضي.
وقال نجار «أثناء مؤتمر المنامة، استنكرت الدول المجاورة لإيران، وخاصة العراق، هذا العمل الإرهابي الذي وقع في احتفال وطني، وأبدت استعدادها للتعاون من أجل كشف منفّذي هذه الجريمة وإلقاء القبض عليهم».
(أ ف ب، يو بي آي)