رغم تضييق الخناق على نظامه الإسلامي بسبب برنامجه النووي، لا يزال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مصراً على مواقفه المتجاهلة للعقوبات الدولية
واشنطن ــ محمد سعيد
أعرب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، عن رضى بلاده عن منع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من القيام بمزيد من الزيارات لمنشآت إيران النووية، متحدياً الوكالة والولايات المتحدة بأن ترغم دولاً أخرى على الكشف عن أنشطتها النووية.
وقال نجاد، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية (إن بي سي) قبل أسبوع من زيارته نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، «يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تجري بالأحرى تحقيقاً حول إسرائيل التي تمتلك أسلحة نووية وتهدّد باستمرار جيرانها».
ووصف إسرائيل بأنها «نظام صهيوني غير شرعي»، قائلاً إن إسرائيل «تمتلك أسلحة نووية وهم يهدّدون باستمرار جيرانهم، وخلال العام الماضي هدّدوا إيران أكثر من عشر مرات». وتجاهل نجاد التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات جديدة على إيران، قائلاً «إن بلادنا لا تحتاج على الإطلاق إلى الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن مثل تلك العقوبات ستكون من دون تأثير.
وأضاف الرئيس الايراني «حتى وإن عززت الادارة الاميركية العقوبات وضاعفتها مئة مرة، وحتى وإن انضم الاوروبيون الى الولايات المتحدة لفرض عقوبات أشد فنحن في إيران قادرون على سد حاجاتنا».
وتابع نجاد إنه «ليس قلقاً إزاء تنامي الضغط من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والحكومات الأوروبية بشأن الخلاف المثير للجدل المتعلق بالتفتيش النووي».
وفي ما يتعلق بمحادثات التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، قال نجاد «دعهم يتحدثوا. ولكننا نعتقد أن هذا ليس هو الحل للقضية الفلسطينية». وأضاف «إن المسؤولين الفلسطينيين الذين يتفاوضون مع إسرائيل لا يمثلون الشعب الفلسطيني».
وتطرق الرئيس الإيراني باقتضاب إلى موضوع إطلاق سراح الأميركية سارة شورد، وقال «لقد ذهبنا إلى أبعد من القانون، وتعاونا معهم كثيراً». لكنه لدى الحديث عن الأميركيين الآخرين المعتقلين في إيران اكتفى بالقول «يجب أن نترك للقاضي والمحكمة تقرير مصيرهما».
من ناحية ثانية، اتهم نجاد الدولة العبرية بأنها تمنع الرئيس الأميركي من تحسين العلاقات مع إيران، وقال «نعتقد ربما، أن الرئيس أوباما كان يريد أن يفعل شيئاً ولكنّ هناك ضغوطاً ـــــ وثمة مجموعات ضغط في الولايات المتحدة لا تسمح له بفعل ذلك».

لو عُززت العقوبات مئة مرة فنحن في إيران قادرون على سد حاجاتنا
من جهة ثانية، دعت روسيا إيران إلى اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لاستئناف المحادثات الثنائية مع لجنة «السداسية»، بشأن برنامج طهران النووي ومشاريعها المقرّرة في هذا الصدد.
وأوضح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدّة، فيتالي تشوركين، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي أول من أمس، أن موسكو تهدف إلى تسوية الأوضاع المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، من خلال الشروع في سلسلة حوارات تجمع طهران بالدول أعضاء «السداسية» وهي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، وكذلك ألمانيا)، مشدّداً على أن موقف حكومته بهذا الشأن «لم يتغير، حيث كان ولا يزال مبنياً على الحوار والدبلوماسية للبحث عن الحل».
ويذكر أن طهران، قد علّقت كل محادثاتها مع «السداسية» عقب إقدام وكالة الطاقة على إصدار قرار يدين إيران على خلفية تشييدها مصنعاً ثانياً لتخصيب اليورانيوم، في تشرين الثاني الماضي.
على صعيد آخر، اقتحم عناصر من قوات الأمن الايرانية، مكتب القيادي الإصلاحي المعارض، مير حسين موسوي.
وأفاد موقع «كلمة.كوم» القريب من الحركة الخضراء المعارضة، أنه في«الليلة الماضية، اقتحم عناصر الأمن مكتب مير حسين موسوي. وفتشوا المكان وصادروا بعض الاجهزة».