بالتوازي مع دفع عجلة السلام على المسار الفلسطيني، أطلق الوسطاء جهودهم لدفعها على المسارين السوري واللبناني، لكن ذلك لا يحول دون رفع دولة الاحتلال نبرة تهديداتها من وقت إلى آخردعت الدولة العبرية المجتمع الدولي إلى شن هجوم على سوريا وتدمير مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري إذا ما استمرت في تسليح المقاومة في لبنان وفلسطين، بحسب ما جاء على لسان مدير هيئة مكافحة الإرهاب، نيتسان نورييل.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، عن نورييل قوله في القمة العالمية التي عُقدت في «المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب» في هرتسليا الاثنين الماضي إن «على المجتمع الدولي إرسال إشارة (إلى سوريا) بأن المعهد سيدمّر في المرة المقبلة التي يُدعَم فيها الإرهاب». ونقلت عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن نورييل كان يقصد مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا.
دعوة إسرائيلية لقصف مركز البحوث العلمية في سوريا
ولفتت الصحيفة إلى أن نورييل اتهم المركز السوري بنقل أسلحة لحركة «حماس» و«حزب الله» اللذين باتا يملكان أسلحة «لا تمتلكها دول في أوروبا». وقال إن «حماس باتت مجهزة بطائرات من دون طيار وأسلحة بعيدة المدى»، داعياً المجتمع الدولي إلى بذل المزيد «لإسقاط الإرهاب».
في هذه الأثناء، برز تقارب أميركي ـــــ تركي قد يكون ممهداً لاستئناف أنقرة وساطتها على المسار السوري ـــــ الإسرائيلي، ولا سيما أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أعلن استعداد بلاده لمواصلة جهودها للتوصل إلى سلام دائم بين سوريا والدولة العبرية.
كلام داوود أوغلو جاء خلال اتصال هاتفي مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن كلينتون اتصلت بأوغلو (أول من أمس) وأطلعته على آخر المستجدات بشأن عملية السلام. وتطرّق الاثنان أيضاً إلى الانتخابات المقبلة في أفغانستان.
وقالت مصادر دبلوماسية للوكالة إن هذا الاتصال جاء استكمالاً للذي جرى يوم الأحد الماضي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حين هنأ الأول تركيا بنتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية وعدّها تعزيزاً للديموقراطية في هذا البلد.
وفي مأدبة أقيمت بقصر سيراغان بإسطنبول، تحدث أوغلو عن وساطة بلاده بين سوريا ودولة الاحتلال، قائلاً «إننا سنحاول بذل ما في وسعنا للتوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل وسوريا»، وأضاف أن تركيا لا تريد عنفاً وحصاراً في جوارها.
إضافة إلى ذلك، تناول الوزير التركي أزمة الملف النووي الإيراني، فقال إن تركيا والولايات المتحدة تتشاركان الرأي نفسه تجاهها، مضيفاً: «لا نريد أن تمتلك أي دولة في منطقتنا أسلحة نووية، ونريد حلاً لمشكلة النووي الإيراني عبر الدبلوماسية».
(يو بي آي)