أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أمس، عن أسفه لقرار إيران المتعلق بمنع مفتشَين اثنين تابعين للوكالة من الدخول إلى أراضيها، فيما اتهم سوريا بعدم التعاون مع الوكالة. وقال يوكيا، في افتتاح الاجتماع الخريفي لمجلس حكام وكالة الطاقة، الذي بدأ أمس في فيينا، ويستغرق أسبوعاً، «عرفت بأسف شديد قرار إيران المتعلق بالاعتراض على تعيين مفتشين اثنين أجريا أخيراً تفتيشاً في إيران».
وأعرب يوكيا عن ثقته الكاملة بـ«مهنية وحيادية المفتشين المعنيّين»، مشيراً إلى أنهما على معرفة واسعة بالوقود النووي، ولديهما خبرة طويلة في الشأن الإيراني. وقال إن إجراءات إيران «تعيق عملية التفتيش». ودعا الجمهورية الإسلامية إلى إعادة النظر في قرار اتخذته في كانون الثاني 2007 برفض دخول 38 من مفتشي الوكالة إلى أراضيها، في إشارة إلى اتهام طهران المفتشين بتقديم «معلومات خاطئة» عن برنامجها النووي، وقرارها منعهما من الدخول إلى أراضيها في حزيران الماضي.
ولفت يوكيا إلى أن إيران «لم تقدّم التعاون الضروري لتمكين الوكالة من تأكيد أنّ كل المواد النووية في إيران هي لنشاطات سلمية».
وأشار المدير العام لوكالة الطاقة إلى أنه مستمر في التشاور مع كلّ الأطراف المعنية بشأن طلب إيران المتعلق بتزويدها الوقود النووي من أجل مفاعل أبحاث طهران، قائلاً إنه تلقى ردوداً من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وأضاف إن الجمهورية الإسلامية أكدت تمسكها بالمحادثات المستندة إلى إعلان طهران الذي وقّعته مع تركيا والبرازيل.
من جهة أخرى، اتهم يوكيا سوريا برفض التعاطي مع وكالة الطاقة في ما يتعلق بـ«المسائل غير المحلولة بشأن موقع دير الزور» وغيره من المواقع، ما منع الوكالة من تحقيق تقدم في حلّ المسائل المتعلقة بهذه المواقع، مشدّداً على ضرورة أن تتعاون سوريا مع الوكالة في هذه المسائل من دون تأخير.
كذلك حثّ يوكيا كوريا الشمالية على الالتزام بجميع موجبات الحدّ من الانتشار النووي، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى العمل لاستئناف المحادثات السداسية بهدف نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وعلى صعيد الشرق الأوسط عموماً، أشار المدير العام لوكالة الطاقة إلى «نقص في الوضوح لدى دول أعضاء بشأن جوهر وشكل اتفاق يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط». وقال إنه دعا إسرائيل خلال زيارته الأخيرة في آب الماضي إلى دراسة الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، ووضع كلّ منشآتها النووية تحت إجراءات الأمان التابعة للوكالة التابعة للأمم المتحدة.
في المقابل، طالب وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، بأن «تنضم إسرائيل إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية». وأضاف إنّ موضوع الملف النووي الإسرائيلي يُطرح للمرة الأولى على مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «حيث إنّ الوكالة رضخت لمطالب دول عدم الانحياز للتطرق إلى ملف إسرائيل النووي».
من جهة أخرى، أعلنت صحيفة «آرمان» الإيرانية، أن طهران أفرجت بكفالة عن الناشطة شيفا نظر آهاري، التي سُجنت العام الماضي لاتهامات مختلفة، منها الحرابة، أي محاربة الله ورسوله، وهي تهمة عقوبتها الإعدام في إيران.
وقال موقع «سحام نيوز» الإلكتروني، المؤيد للإصلاح، إنّ نظر آهاري ألقي القبض عليها في كانون الأول عام 2009 عندما كانت متجهة إلى مدينة قم الإيرانية لحضور جنازة المرجع الديني المعارض حسين علي منتظري. وأضاف إنه «أُفرج عنها بكفالة قدرها 500 ألف دولار».
(أ ف ب، يو بي آي)