خاص بالموقع - دعا وزير الخارجية الأميركية الأسبق، هنري كيسنجر، الدول المجاورة لأفغانستان إلى مشاركة أكبر في وضع حل للنزاع في هذا البلد، مشيراً إلى أن الدبلوماسية النووية تجاه كوريا الشمالية وإيران لم تحقق شيئاً.ورأى كيسنجر في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن قضايا الأمن العالمي، المنعقد في جنيف، أن دول المنطقة، بما فيها الصين والهند وباكستان وحتى إيران، يمكن أن تتأثر مصالحها إذا تسلّم نظام أصولي السلطة في أفغانستان.
وأضاف أن «حلاً طويل الأمد يتطلب تضافر أو تجمع دول يجب عليها تحديد أو ضمان تحديد وضع أفغانستان»، مشيراً إلى أن «دولاً عدة تعتقد أنها تستطيع الانتظار بينما تقوم الولايات المتحدة بالعمل هناك. لكنني أرى أن بدء هذه الجهود قريباً هو الطريقة المثلى لإنهاء المهمة».
وتابع المسؤول الأميركي السابق، أن «الأمر لا يتعلق بمصالح بسيطة، بل بمصالح أمنية»، مشيراً إلى أن «وجود دولة إرهاب منتجة للمخدرات في هذا الموقع الجغرافي سيضر كل دولة في المنطقة».
وأكد كيسنجر أن ذلك يمكن أن يقوّض النظام السياسي في باكستان مثلاً، وقد تتأثر الهند بنظام إسلامي شيعي، بينما «لا يمكن أن تتجاهل الصين الأمر مع المشاكل التي تواجهها في إقليم شينجيانغ».
وقال كيسنجر، أنه «حتى إيران كدولة شيعية إذا استطاعت أن تعدّ نفسها أمة أكثر من قضية، لا يمكن أن يكون لها مصلحة بوجود نظام أصولي» في أفغانستان.
وأضاف أن «كل هذه الدول لها مصلحة مباشرة في (استتباب) الأمن في أفغانستان في المستقبل، أكثر من الولايات المتحدة».
من ناحية ثانية، رأى وزير الخارجية الأميركية الأسبق، «أن عقداً من المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة بشأن كوريا وإيران لم يفرز نتائج هامة ولم يضع نهاية للبرنامج النووي الإيراني أو الكوري». ورأى أن المفاوضات «تصبح وسيلة لكسب الوقت من جانب من يقومون بعمليات الانتشار النووي. والمفاوضات بشأن الانتشار النووي والعقوبات تعرف بما يُحرَز، لا بعواقبها. في هذه الحالة يبدأ الأمن الجماعي يقوّض نفسه».
وأضاف أن الجهود الرامية لحشد عمل جماعي بشأن العقوبات تقوضها دول خاصة في آسيا تقيس مصالحها على أساس أكثر فردية.
وقال مهندس السياسة الخارجية الأميركية الأسبق، أمام اجتماع للضباط العسكريين وواضعي الاستراتيجيات، إن روسيا والصين تشاركان الغرب مخاوفه بشأن الانتشار النووي. لكن الصين «يساورها قلق عميق بالنسبة إلى التطور السياسي لكوريا الشمالية كما يساور روسيا قلق بشأن العواقب الداخلية للمواجهة مع الإسلام».
وذكر أن دولاً أخرى أيضاً أظهرت ميلاً لإعلاء الأولويات الوطنية على نظام الأمن الجماعي العالمي الذي طوره المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان كيسنجر (87 عاماً) وزيراً للخارجية من 1973 إلى 1977 في عهدي الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
وقبل ذلك، كان مستشاراً لشؤون الأمن القومي للرئيس نيكسون من 1969 إلى 1973.
وتظاهر نحو مئة شخص في جنيف الجمعة الماضي، احتجاجاً على زيارته لجنيف، ولإدانة دوره في الانقلاب الذي وقع في تشيلي في 1973.

(أ ف ب، رويترز)