فيما أبدى القس الأميركي، تيري جونز، من كنيسة «دوف وورلد أوتريتش سنتر» الإنجيلية إصراره على المضيّ قُدماً في خطته القاضية بحرق نسخ من القرآن اليوم في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 أيلول، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الخطة بالـ«مدمّرة والخطيرة». وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة «اي بي سي»، «الخطة التي يتحدث عنها (جونز) تعرّض فعلاً للخطر شباننا ونساءنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان». وأضاف «كما تعلمون قد تحصل أعمال عنف خطيرة في أماكن مثل باكستان أو أفغانستان»، لافتاً إلى أن الخطوة «منجم تجنيد للقاعدة».وحذّر الرئيس الأميركي أيضاً من أن «ذلك سيؤدي الى تكثيف تجنيد أشخاص مستعدين لتفجير أنفسهم في مدن أميركية أو أوروبية».
ودعت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي، سارة بيلين، القس إلى العدول عن خطته، مشيرةً إلى أن حرق القرآن «استفزاز لا يراعي المشاعر ولا ضرورة له، وأنه يضاهي في ذلك بناء مسجد عند النقطة الصفر»، في إشارة الى موقع برجَي مركز التجاري العالمي حيث وقعت هجمات أيلول، فيما دعا السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة، محمد حقاني شبكات التلفزة والراديو المحافظة إلى إعلان معارضتها خطط جونز.
من جهته، رأى كبير أساقفة طائفة الأرمن في طهران، سيبوه سركيسيان، أن «هذه الكنيسة أو الكنائس المماثلة لها لا يمكن أن تعبّر عن المسيح والمسيحية»، تزامناً مع تحذير آية الله العظمى لطف الله الصافي الكلبايكاني من عواقب الخطوة.
وفي الكويت، أجمعت الحكومة والنواب على التنديد بتوجهات القس جونز، وسط مطالبات البعض باستدعاء السفيرة الأميركية، فيما دعت البحرين في بيان صادر عن وزارة الخارجية إلى الضغط على الكنيسة «لوقف هذا العمل الشائن».
وحذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن يتخذ المتطرفون من قضية حرق القرآن ذريعة للمزيد من القتل، داعياً إلى العمل بكل السبل المتاحة لمنعه.
وقال المالكي، لدى استقباله السفير الأميركي جيمس جيفري وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد اوستن، إن «هذا العمل الشنيع لا يدخل في إطار حرية التعبير، ولا بد من التدخل لمنع وقوعه».
وفي مصر، اتفق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، عصام العريان مع العالم الأزهري الشيخ عبد المعطي البيومي على الأثر السلبي للخطوة على الولايات المتحدة وعلاقتها بالعالم الإسلامي.
بدورها، حذرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي من خطورة حرق القرآن على العلاقات بين الشعوب في العالم.
كذلك، دان وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي، الذي تنشر بلاده نحو 3000 جندي في أفغانستان، الحدث، فيما حث ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، طوني بلير، «الناس على قراءة القرآن بدلاً من حرقه».
وانضم رسام الكاريكاتير الدنماركي، كورت فسترغارد، إلى حملة إدانة خطة إحراق نسخ من القرآن، في وقتٍ أعلنت فيه «مؤسسة الحريات الدينية للعسكريين»، أنها ستشتري نسخة جديدة من القرآن مقابل كل نسخة تُحرَق، على أن تتبرع بالنسخ للجيش الوطني الأفغاني، في محاولة للحد من تداعيات إحراق القرآن.
بدوره، أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية مبادرة بعنوان «تعلّم... لا تحرق» لجمع 200 ألف نسخة من القرآن لتحل محل المئتي نسخة التي يعتزم جونز حرقها.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)