واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما الحزب الجمهوري على ما وصفه بـخطابه الانفعالي، ودعاه إلى التعاون بما يحقق الخير للأميركيين. وقال أوباما في خطابه الأسبوعي الأخير يوم السبت قبل انتخابات التجديد النصفي التي ستجري يوم الثلاثاء إنّه يجد تعهد قادة الحزب الجمهوري بعدم التسوية مع الرئيس في حال فوزهم في الانتخابات بأنّه مثير للقلق.
وقد جاء خطاب أوباما في وقت تزداد فيه تنبؤات استطلاعات الرأي عن إمكان حصول الجمهوريين على أكثرية مقاعد مجلس النواب وزيادة حصتهم في مجلس الشيوخ، لكن ليس إلى حد السيطرة عليه. وكشفت الاستطلاعات أنّ ما ينمي هذا الشعور هو أنّ 49 في المئة من الأميركيين يعتقدون أنّ انتخابات هذا العام ستغيّر أوضاع البلاد بنحو أكبر من الانتخابات السابقة، مقابل 44 في المئة لا يرون ذلك.
ويعزو محللون ذلك الشعور إلى أنّ الولايات المتحدة تشهد أزمة كساد تحاول التعافى منها، كذلك ارتفعت معدلات البطالة إلى 9.6 في المئة، بالإضافة إلى استمرار أزمة الرهونات العقارية، ما ولد شعوراً بعدم الرضى عن أداء الرئيس وكلا الحزبين.

وقال أوباما: «أعرف أنّنا في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية. لذلك فليس مفاجئاً أن نرى خطاباً انفعالياً. هذه هي السياسة». وأضاف: «لكن حين تجري الانتخابات، نحتاج إلى وضع هذا النوع من الحزبية جانباً». وأشار إلى أنّ هنالك خيارين: «الأول أن نمضي العامين المقبلين بالجدل مع بعضنا وسنبقى عالقين في سجالات بائتة وغارقين في الزحام وغير قادرين على إحراز تقدّم في حل المشاكل الخطيرة التي تواجه بلادنا. والخيار الثاني هو أن نفعل ما يطالبنا به الشعب الأميركي. عندها يمكننا التقدم».
ودعا أوباما الحزبين الرئيسيين: الديموقراطي والجمهوري إلى التعاون لتخفيف الضرائب للشركات المتوسطة والصغيرة، والاستثمار في التعليم وإعادة بناء البنية التحتية وتشجيع الشركات.

وأقر أوباما بأنّه لن يكون سهلاً الوصول إلى اتفاقات حين تكون الاختلافات فلسفية، وأنّ هذه الاتفاقات قد لا تكون السياسة الصحيحة، لكنّها الأفضل للبلاد.

ويعتقد خبراء الشأن المحلي الأميركي أنّ نتائج الانتخابات ستُسهم في إحداث تغييرات هامة في الولايات المتحدة، فالرئيس أوباما لم يبد استعداداً ملحوظاً للتعاون مع الجمهوريين خلال العاميين الماضيين بسبب تمتعه بالأغلبية فى الكونغرس. لكنه أظهر خطابه الأسبوعي ميله واستعداده للعمل معاً بعد الانتخابات. وهو بذلك قد يحذو حذو الرئيس الديموقراطي الأسبق بيل كلينتون الذى تلقى هزيمة في انتخابات الكونغرس عام 1994 أمام الجمهوريين ثم أعيد انتخابه بعد ذلك، حيث لن يكون أمام أوباما في حال سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب سوى المواجهة أو التعاون لإيجاد حل لمشكلة عجز الموازنة، التي ستمثّل القضية الأساسية فى واشنطن بعد الانتخابات.

إذ إنّ ما يشغل بال الجمهوريين والتيار الأكثر تطرفاً في أوساطهم المعروف باسم حركة «حزب الشاي» هو الإنفاق العام الذى أصبح خارج نطاق السيطرة. وسيدور الجدل حول كيفية خفض الإنفاق الحكومي، إلا أنّ هؤلاء سيعارضون فرض أي ضرائب جديدة.
وسيكون من الصعب في الدورة الجديدة للكونغرس التوصل إلى اتفاق بشأن تشريعات معينة في حال سيطرة الجمهوريين، ما سيحدو ببعض الوكالات الحكومية إلى التحرك مثل وكالة حماية البيئة التي قالت إنّها ستعمل من أجل قضية التغير المناخي إذا لم يتحرك الكونغرس. كذلك يتوقع في حال عدم اتفاق الأطراف على إصدار تشريعات إصدار الرئيس أوباما قوانين بمراسيم رئاسية بديلاً من ذلك.