رفضت كل من طهران وواشنطن ما ورد في ثائق «ويكيليكس» الـ 400 ألف بشأن غزو العراق، والتي كشفت تورطاً وانتهاكات فاضحة لكل منهما في حرب بلاد الرافدين، فاعتبرتها الأولى شيطانيّة، فيما نفت الثانية ما ورد عن عدد القتلى وتجاهلها للتعذيب. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، نشر الوثائق بـ«التحرك الشيطاني». وقال إن بلاده ترفضها وستردّ عليها. وأضاف خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي «إيران لا تؤيّد مطلقاً المطالب الواردة في الوثائق المنشورة»، مشيراً الى «وجود شكوك وغموض حقيقي حول الوثائق السرية عن الغزو الأميركي للعراق، كما أن نيات ناشريها غير معلومة».
واتهمت الوثائق إيران بالتورط في تهريب الأسلحة إلى ميليشيات عراقية شيعية لمواجهة القوات الأميركية، وبتدبير محاولة اغتيال لرئيس الحكومة السابق إياد علاوي بسيارة مفخخة.
وتابع مهمانبرست «نظراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت نجاحات كبيرة على الصعيد الدولي، وكذلك إقامتها علاقات وطيدة مع دول الخليج، والانعكاسات الإيجابية على زيارة الرئيس (محمود) أحمدي نجاد للبنان وقرب تأليف الحكومة العراقية، فإنه يبدو أن نشر هذه الوثائق جرى بنيات خاصة». وتطرّق المتحدث الإيراني الى ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن إعطاء إيران «أكياساً من الأموال» للرئيس الأفغاني حميد قرضاي، فلم ينفِ ذلك، قائلاً «خلافاً لتلك الدول التي تنفق أموالاً طائلة في أفغانستان على أعمال عسكرية ضد الشعب الأفغاني، فإن إيران باعتبارها بلداً جاراً لأفغانستان فإنها تقدم مساعدات كبيرة لإعادة الأمن والاستقرار وإعادة بناء البنى التحتية في أفغانستان».
وأشار الى أن المساعدات المالية الإيرانية لأفغانستان بدأت في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ولا تزال مستمرة.
من جهته، نفى قائد الأركان في الجيش الأميركي الجنرال جورج كايسي أن يكون الجنود الذين كانوا تحت قيادته في العراق قد قصّروا عن قصد في التبليغ عن عدد القتلى المدنيين. وأضاف إنه جرى إرسال جنود وقادة إلى المشارح في بغداد لتعداد القتلى المدنيين. وأكد أن قواته لم تتجاهل الإساءات في السجون العراقية.
في المقابل، دافع مؤسس «ويكيليكس»، جوليان أسانج، عن الوثائق، مؤكداً أنها لا تمثّل خطراً على الجنود والمدنيين العراقيين. وقال، في مقابلة مع لاري كينغ على «سي أن أن»، إن «المواد لا تذكر أسماء أي جنود ولا تذكر أي أسماء لمدنيين عراقيين» بعد إزالة الأسماء.
وأضاف إن الأمر الوحيد المعرض للتهديد هو «سمعة السياسيين والبيروقراطيين الذين يضعون الجنود في خطر والذين يضعون العراقيين في خطر أيضاً».
(يو بي آي)