خاص بالموقع - شاي أو قهوة؟ بات هذا الخيار ممكناً في المشهد السياسي الأميركي مع قيام حركة «القهوة» المصممة على إضفاء نفحتها «التقدّمية» على الانتخابات التشريعية في الثاني من تشرين الثاني في مواجهة حركة «حزب الشاي» المحافظة. ويمثّل موقع «فايسبوك» الاجتماعي، إحدى ساحات هذه المعركة.ونشأ «حزب القهوة» نتيجة الزخم الشعبي الذي ساد في نهاية كانون الأول مع احتدام الجدل حول إصلاح النظام الصحي في الولايات المتحدة. وبعدما زاد زخم حركة «الشاي» المحافظة التي انطلقت بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأُطلق عليها هذا الاسم من وحي انتفاضة الأميركيين على الضرائب في عهد الإمبراطورية البريطانية التي فُرضت على الشاي قبل حرب الاستقلال، أعلنت معارضتها لمشاريع إدارة باراك أوباما.
وتقول مؤسسة الحركة، أنابيل بارك، وهي أميركية ولدت في كوريا الجنوبية، مقربة من الديموقراطيين إنه مع «فايسبوك» «بدأ كل شيء». وتضيف: «لقد سئمت حزب «الشاي». لقد أطلقت صفحة على «فايسبوك» للتعبير عمّا أفكر به، وبدأ عدد من الأشخاص بالانضمام اليّ عبر القول: يجب أن نطلق حزبنا الخاص».
وبعد مقالة نُشرت في صحيفة «واشنطن بوست»، «انطلق الأمر»، كما تروي بارك. وتشير إلى أن «آلاف الأشخاص بدأوا بالانضمام إلينا. وقد أسس بعضهم لجانه المحلية».
وبعدما أُطلق كمشروع شخصي، وضع حزب «القهوة» برنامجاً سياسياً «غير محازب» يستند إلى أساس مشاركة أكبر للأميركيين في قرارات إدارته، على عكس حزب «الشاي» الذي ينتقد بسخرية قرارات الحكومة.
وبعد أشهر، أصبح «القهوة» قادراً على تقديم مرشح لعضوية مجلس النواب في انتخابات تشرين الثاني في ميسوري (وسط)، وعلى جمع 300 ألف مؤيد على «فايسبوك»، مقابل 150 ألفاً للجنة الوطنية للديموقراطيين و186 ألفاً للجمهوريين على سبيل المقارنة.
وتقول بارك إنه «رد فعل من كل الناس على حزب «الشاي»، لأنه في الصحف ووسائل الإعلام يفاخر حزب «الشاي» بأنه يمثّل أميركا، الحقيقية. لكن مفهومهم للتغيير خطير».
لكن المؤيدين لهذه الحركة على الشبكة العنكبوتية لا يمكنهم التنافس مع القوة الضاربة التي يمثّلها حزب الشاي القادر على حشد عشرات آلاف الأشخاص، كما أثبت الشهر الماضي في واشنطن.
لكن المسؤولين في الحزب عازمون على الانتقال من العالم الافتراضي إلى العمل الواقعي على الأرض، كما حصل في وودبريدج (فرجينيا، شرق)، حيث عرضت أنابيل لتوها الأوضاع مع ناشطين محليين.
والنقاش يدور الآن حول مسألة تمويل الأحزاب السياسية، وهي محور معركة «حزب القهوة». وقالت بارك: «الطريقة التي تمول فيها الانتخابات، تتيح تعرض رجال السياسة للرشوة؛ لأنهم بحاجة إلى ملايين الدولارات من أجل حملاتهم».

(أ ف ب)