مع عودة الحديث عن استئناف المفاوضات بين طهران والغرب بشأن البرنامج النووي، عاد الملف الأمني ليطغى على الشؤون الداخلية الإيرانية، مع التفجير الذي هز قاعدة عسكريّة غرب البلاد
هزّ انفجار عرضي قاعدة عسكرية إيرانية في محافظة لورستان الغربية، ما أدى إلى سقوط العديد من الجنود بين قتيل وجريح، فيما انتقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، شعار التغيير الذي يرفعه الرئيس الأميركي باراك أوباما. ويأتي هذا الموقف في وقت طالبت فيه طهران الاتحاد الأوروبي بدور «أنشط» في المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن الانفجار وقع في القاعدة الواقعة في خرم أباد عاصمة لورستان (غرب البلاد)، مضيفةً إن «عدداً من أفراد القوات العسكرية المتمركزة هناك قتلوا وجرحوا»، من دون تحديد طبيعة الانفجار أو عدد الضحايا.
في هذه الأثناء، قال جليلي، خلال الاجتماع الرابع للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في طهران، «لقد انكشف للجميع زيف هذه السياسة»، مؤكداً أنه اتضح أنّ هذه السياسة استمرار لسياسة التصدي للشعب الإيراني. وأضاف إن محاولات أوباما لإيجاد فرصة في المجتمع الدولي والرأي العام العالمي تحت شعار «التغيير» كانت في الحقيقة لخداع الشعب الأميركي وباقي الشعوب.
من جهة أخرى، طالبت إيران وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، بدور «أنشط» للسماح باستئناف المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في الملف النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، «إذا كان الطرف الآخر يريد هذه المفاوضات حقاً، فعليه أن يكون أنشط». وأضاف «يبدو أن السيدة اشتون أقل نشاطاً من سلفها (خافيير) سولانا».
وتابع أنّ «وزير الخارجية (الإيراني) أعلن موعد المفاوضات» بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، إضافةً الى ألمانيا)، «أواخر تشرين الأول أو بداية تشرين الثاني». لكن متحدثاً باسم اشتون، أكد أنه لم يحدّد أي موعد لاستئناف المفاوضات بين إيران وأشتون.
من جهة أخرى، علّق مهمانبرست على ما أعلنه وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، عن العلاقات المصرية ـــــ الإيرانية في مقابلة مع التلفزيون المصري الأسبوع الماضي، قائلاً «إن مصر بسبب وضعها الداخلي غير مستعدة لاستئناف العلاقات مع إيران، ونحن نعتقد أنّ الكيان الصهيوني يدخل على الخط، لأنه لا يرغب في إقامة علاقات بين طهران والقاهرة».
وكان أبو الغيط قد أشار إلى أنه «لا مانع لدينا من تحسين العلاقات مع إيران، ولكن في إطار تفاهم شامل»، لافتاً إلى نقاط خلاف أخرى كما يحدث في لبنان.
وتطرق المتحدث الإيراني إلى اعتقال ألمانيين اثنين، قائلاً إن «هذين الشخصين كانا على صلة بالعناصر المعادية للثورة، ودخلا البلاد منتحلين شخصيتي صحافيين، وكانت بحوزتهما تأشيرات سياحية. لذلك أُلقي القبض عليهما».
من ناحية ثانية، عقدت محكمة كويتية، جلسة مغلقة لمحاكمة ستة رجال وامرأة واحدة متّهمين بالتجسس لمصلحة إيران، إلا أنها سمحت لمحامي الدفاع باستجواب ضابط في الاستخبارات. وعينت الجلسة المقبلة في التاسع من تشرين الثاني.
ونفى المتهمون، وهم ثلاثة إيرانيين، واثنان من البدون وجندي كويتي ومواطن سوري، كل التهم الموجهة إليهم. كما نفت إيران ضلوعها في أيّ عملية تجسس ضد الكويت.
(أ ف ب، رويترز)