جمانة فرحاتورأى رئيس لجنة نوبل، ثوربيورن ياغلاند، خلال إعلانه فوز ليو أن «الموقع المرموق الذي تتمتع به الصين في عالم اليوم يجب أن يصاحبه شعور أكبر بالمسؤولية»، فيما رأت وزارة الخارجية الصينية في الخطوة مخالفة «كلية لمبادئ الجائزة وانحرافاً عنها»، محذرةً في الوقت نفسه من أن قرار اللجنة «سيسيء للعلاقات بين الصين والنروج».
ويعدّ فوز أستاذ الأدب، صاحب الأربعة والخمسين عاماً، تتويجاً لتجربة طويلة من العمل السياسي والنشاط الحقوقي تعرّض بسببها للسجن والإقامة الجبرية مرات عديدة.
وفي عام 1989، ترك ليو، الحائز دكتوراه في الأدب المقارن من جامعة بكين للمعلمين، منصبه في جامعة كولومبيا الأميركية وعاد الى بلاده ليؤدّي دوراً حاسماً في احتجاجات تيانانمين التي شهدتها العاصمة الصينية عام 1989.
وفي إطار جهوده لنشر الحركة المؤيدة للديموقراطية، نظم إضراباً عن الطعام في ساحة تيانانمين دعماً للطلاب ومنادياً بمجال أوسع من «الديموقراطية المستدامة».
ومع اتخاذ الأحداث طابعاً دموياً بعد محاولات السلطة إخماد الاحتجاجات بالقوة، بذل ليو جهوداً فعّالة في منع إراقة المزيد من الدماء بدعوته إلى نبذ العنف من جانب الطلاب وأدائه دور المفاوض مع القوات الحكومية.
ومع انتهاء الاحتجاجات، أمضى ليو عامين في السجن قبل أن يجبر عام 1996 على الخضوع على مدى ثلاث سنوات لـ«إعادة التأهيل من خلال العمل» لانتقاداته العلنية للحزب الحاكم ودعوته إلى الحوار بين الحكومة الصينية والدالاي لاما.
سنوات السجن لم تردع ليو عن انتقاد السلطات، التي عمدت عام 2004 إلى محاولة عزله عن محيطه بقطع هاتفه ومنع الانترنت عنه، ليتحول منذ ذلك الحين وعلى مدى السنوات اللاحقة إلى هدف لمراقبة الشرطة الصينية ومضايقتها.
جولة جديدة من الصراع مع السلطة، خاضها ليو من خلال مشاركته الرئيسية في الإعداد لـ«ميثاق 08» الذي نادى بإصلاحات سياسية شاملة وبحرية التعبير وإجراء انتخابات تعددية في الصين، وهو ما عدّته السلطات تجاوزاً لجميع الحدود، وجعلها تقرّر أن تضع حداً نهائياً لـ«مشاغباته».
وقبيل الاطلاق الرسمي لـ«ميثاق 08»، الذي نشر في الذكرى الستين للإعلان العالمي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، دهمت الشرطة الصينية منزله لتعتقله في الثامن من كانون الأول 2008. وأصدرت في العام الماضي حكماً بسجنه أحد عشر عاماً عقب إدانته «بالتحريض على تقويض سلطة الدولة» لمشاركته في وضع الميثاق ولكتابة مقالات نشرت على الانترنت ينتقد فيها الحزب الشيوعي الحاكم.
وبعد أشهر متواصلة من السجن الانفرادي، سمحت السلطات بنقله في أيار من العام الحالي إلى سجن في مقاطعة لياونينغ قريب من منزله، وسمحت له بمقابلة عائلته والحصول على الكتب.