بول الأشقر شهر بعد وفاة أمين عامها الرئيس الأرجنتيني السابق، نستور كيرشنير، انتهت قمة «أوناسور» في جورج تاون عاصمة غويانيا، إحدى الدول الـ12 الأعضاء، والتي تسلّمت رئاسة المجموعة الإقليمية المؤقتة من الإيكوادور، من دون أن تنجح في اختيار خلف له.
إلا أن القمة سمحت باستعادة العلاقات الدبلوماسية بين كولومبيا والإيكوادور وبإقرار وثيقة مشتركة تؤمن تضامن الدول إزاء خطر وقوع انقلابات تهدد المسارات الديموقراطية.
لم تنجح القمة في اختيار خلف لنستور، لكنها كانت مناسبة لتكريم مزاياه وأرملته الرئيسة الأرجنتينية كريستينا والتحدث عن الفراغ الذي يتركه شهر بعد وفاته. والشخص الوحيد الذي كان من الممكن أن يتشكل إجماع حول اسمه، الرئيس البرازيلي لويس اغناسيوس لولا دا سيلفا الذي سيغادر السلطة بعد شهر، لم يبد استعداداً لتحمل هذه المسؤولية.
وأقرّت القمة التي عُقدت في نهاية الأسبوع «شرعة ديموقراطية» بين أعضائها، أسوة بالشرعة التي تربط أعضاء منظمة الدول الأميركية أو المجموعة الأوروبية أو مركوسول مثلاً، والتي تنص على تدابير آلية في حال تهديد النظام الديموقراطي في أي من دولها.
ومن بين التدابير الفورية التي اتفق الرؤساء على اعتمادها: إقفال الحدود وتعليق التجارة والنقل الجوي. وفي حال وصول الحالة الانقلابية إلى السلطة، التعليق الفوري لعضوية هذه الدولة في «أوناسور».
وعاد خطر الانقلاب يخيم على مخيلة قارة عانت منه في الستينيات والسبعينيات بعد المحاولات الفاشلة التي حصلت في العقد الأخير في ثلاث دول من مجموعة «أوناسور»، فنزويلا وبوليفيا وأخيراً الإيكوادور مع الفوارق بين كل محاولة وأخرى، إضافة إلى ما حدث في هندوراس.
ويرى المراقبون أن ردة فعل دول «أوناسور» السريعة التي تحولت الآن إلى آلية حالت دون انتشار الحالة الانقلابية في بوليفيا قبل عامين وفي الإيكوادور قبل شهرين، وقد تردع أي محاولة لاحقة في الباراغواي حيث تتزايد الشائعات حول الخطر الانقلابي منذ إصابة الرئيس فرناندو لوغو بداء السرطان.
أخيراً، استغل الرئيسان الكولومبي خوان مانويل سانتوس والإيكوادوري رافاييل كوريا مناسبة القمة لإعلان إعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما المقطوعة منذ أكثر من عامين ونصف، إثر الغارة التي قام بها الجيش الكولومبي على معسكر من مجموعة «الفارك» داخل الأراضي الإيكوادورية. ويؤكد القرار سرعة تحسن العلاقات بين كولومبيا وجيرانها، فنزويلا والإيكوادور، وخصوصاً بعد خروج ألفارو أوريبي من السلطة وتسلّم خلفه سانتوس. وكانت فنزويلا وكولومبيا قد استعادتا العلاقات الدبلوماسية بعد يومين من تسلّم سانتوس السلطة وإثر قمة طارئة بينه وبين الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.