خاص بالموقع- فيما تستمر أجواء التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعدما شنّ الشمال هجوماً صاروخياً على الجنوب خلّف 4 قتلى وعشرات الجرحى، أبلغت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كوريا الجنوبية التزام واشنطن بأمنها، متعهدةً بالعمل معها في الردّ على بيونغ بيانغ، تزامناً مع مناورات أميركية ـ كورية جنوبية مشتركة.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية قولها إن كلينتون اتصلت بنظيرها الكوري الجنوبي كيم يونغ هوان وعبّرت عن تعازيها بضحايا القصف الكوري الشمالي لجزيرة يونبيونغ. وعبّر كيم يونغ هوان عن امتنانه للدعم الأميركي وقال إن سيول سترد على الهجوم بصرامة، واصفاً ما حصل بأنه «متعمد ومقصود وغير مقبول».

وكان مسؤولون كوريون جنوبيون قد أعلنوا مقتل جنديين كوريين جنوبيين ومدنيين اثنين وإصابة العشرات بجروح في قصف كوري شمالي لجزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية في البحر الغربي يوم الثلاثاء الماضي، فيما رد الجنوب بإطلاق 80 قذيفة على الشمال.

في المقابل، حملت كوريا الشمالية سيول وواشنطن مسؤولية الهجوم مؤكدة استعدادها للقصف مجدداً. وقال مسؤول عسكري كبير في كوريا الشمالية إن «البحر الغربي (البحر الأصفر) أصبح برميل بارود يبقى فيه خطر المواجهات والاشتباكات بين الشمال والجنوب قائماً فقط لأن الولايات المتحدة رسمت أحادياً الخط الفاصل غير الشرعي» بين البلدين عند انتهاء الحرب الكورية (1950ـ1953). وتابع: «لا يمكن بالتالي الولايات المتحدة أن تتهرب من مسؤوليتها في تبادل إطلاق النار الأخير».

ويتوجه أسطول بحري أميركي على رأسه حاملة الطائرة «جورج واشنطن» إلى المنطقة، بينما بقيت دول مجلس الأمن الدولي مترددة بشأن الموقف الواجب اعتماده في مواجهة سلوك بيونغ يانغ، ما حال دون تحديد موعد لعقد اجتماع قريب لبحث الأزمة.

وبعد القصف الذي كان أول عملية موجهة إلى مدنيين منذ الحرب الكورية، قررت كوريا الجنوبية إرسال تعزيزات عسكرية إلى خمس من جزرها في البحر الأصفر القريبة من كوريا الشمالية، ومنها جزيرة يونبيونغ التي استُهدفت.
بدورها، أبدت وزارة الخارجية الصينية قلقها إزاء اعتزام كوريا الجنوبية إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنها تتواصل مع واشنطن في ما يتعلق بالتوترات في شبه الجزيرة الكورية. وقال المتحدث هونغ لي: «أطلعنا على التقارير المتعلقة بهذه المسألة وأبدينا قلقنا إزاء هذا الأمر».
وشدد على أن استئناف المحادثات السداسية لإقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن أسلحتها النووية أصبح له حاجة عاجلة، مضيفاً أن كل الأطراف في هذا النزاع بشبه الجزيرة الكورية يجب «أن تبذل مجهوداً أكبر لتهدئة» الوضع.

وعن الطرف المسؤول عن هجوم الثلاثاء أجاب هونغ: «لاحظنا أن هناك آراء مختلفة في سبب الواقعة». وتجنب الردّ عما إذا كانت الصين تعتقد أن حادث القصف يجب أن يُبحَث في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وذكرت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية أن تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة مقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري ستبعث برسالة واضحة إلى كوريا الشمالية.
وحثت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بكين على كبح جماح بيونغ يانغ بعدما قصفت جزيرة كورية جنوبية.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، أرجأ وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي زيارة لسيول مقررة غداً، متذرعاً بمشكلات متعلقة «بالجدول الزمني».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)