خاص بالموقع- عاد الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، الذي توارى عن الأنظار منذ انتهاء ولايته الرئاسية قبل عامين تقريباً، إلى الأضواء مع نشر مذكراته التي يدافع فيها عن «الحرب على الإرهاب» وغزو العراق. وكتب بوش في مذكراته التي حملت عنوان «قرارات حاسمة» عن أخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على أسلحة دمار شامل، بعد أن كانت تقارير استخبارية قد أكدت أن الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها. وقال بوش في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون «ان بي سي» خلال مقابلة مع الرئيس السابق «كنت أكثر من أصيب بالصدمة والغضب عندما لم نعثر على الأسلحة. انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالأمر. ولا أزال».
ولدى سؤال «ان بي سي» له عما إذا كان ينوي الاعتذار عن أخطائه، أجاب الرئيس السابق بالنفي. وقال بوش «الاعتذار معناه أن القرار كان خاطئاً». وأضاف «لا أعتقد أن القرار كان خاطئاً. اعتقدت أن المقاربة الأفضل هي معرفة السبب وموضع الخطأ وكيفية معالجته».
وأصر على أن «العالم أفضل من دون صدام حسين في السلطة لأن ذلك معناه أن 25 مليون شخص يعيشون في حرية».
وأقرّ بوش بأنه أعطى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» موافقته الشخصية على أن يعرضوا خالد شيخ محمد الذي خطط لاعتداءات 11 أيلول 2001، لعملية إيهام بالغرق.
وأوضح أنه كان يعتقد أن المشتبه فيه يملك معلومات حيوية عن اعتداءات قيد الإعداد وأنه سيتخذ القرار نفسه إذا كان معناه إنقاذ حياة أشخاص.
كما كشف أنه فكر في إبعاد نائبه ديك تشيني، بعد أن تحول الأخير إلى «نقطة سوداء يركز عليها الإعلام واليسار، إذ كان ينظر إليه على أنه كائن بلا قلب يعمل في الظل داخل الادارة». إلاّ أن بوش قرر في النهاية أنه بحاجة إلى تشيني «لإتمام العمل».
ويشمل كتاب «قرارات حاسمة» 14 قراراً منفصلاً اتخذها بوش خلال ولايته الرئاسية مع تحليل لكيفية توصله إليها، وذلك في محاولة منه لإلقاء الضوء على إدارته الرئاسية.
وأقر بوش بأن رده لم يكن بحجم أزمة إعصار كاترينا، وهو ما ينظر إليه بعض النقاد على أنه أسوأ مرحلة في عهده الرئاسي.
وأشار إلى أن تحليقه فوق نيو أورليانز كان «خطأ فادحاً»، مقراً بأنه كان يجب أن يتوجه إلى لويزيانا ليقول للمسؤولين وضحايا الكارثة «أنا مصغ لكم».
وقال إن الصور التي انطبعت في ذهن الشعب والتي تظهر الرئيس يطل من نافذة الطائرة الرئاسية خلال عودته الى واشنطن جعلته يبدو وكأنه «غير مهتم».
وقال بوش في كتابه «المشكلة لم تكن في الحقيقة بل في كيفية رؤية هذه الحقيقة». وأضاف «لقد انفطر قلبي لرؤية أناس عالقين على أسطح منازلهم بانتظار المساعدة».
من جهة ثانية، كشف الرئيس الأميركي السابق أنه أمر وزارة دفاع بلاده «البنتاغون» بإعداد خطة لضرب منشآت إيران النووية وشن هجوم سري على سوريا.
وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن بوش قال في كتابه «أعطيت توجيهاتي إلى البنتاغون لدراسة ما يمكن أن يكون ضرورياً لتوجيه ضربة ضد إيران لوقف مساعيها للحصول على قنبلة نووية، مؤقتاً على الأقل».
وقال بوش إنه بحث أيضاً مع فريقه للأمن القومي شن غارة جوية أو هجوم سري للقوات الخاصة الأميركية على منشأة نووية سورية مزعومة بناءً على طلب اسرائيل، بعد أن ناقش هذا الأمر مع رئيس وزرائها، وقتها، ايهود أولمرت.
وأضاف الرئيس الأميركي السابق «درسنا الفكرة على محمل الجد، لكن الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» خلصا إلى أن عملية إنزال وحدة من القوات الخاصة داخل سوريا ستكون خطرة جداً، ونقلنا الموقف لأولمرت الذي أُصيب بخيبة أمل»، وضرب الإسرائيليون بأنفسهم هذه المنشأة في أيلول 2007.
وعن إيران، قال بوش إن بعض مستشاريه جادلوا بأن تدمير منشآت إيران النووية من شأنه أن يساعد المعارضة الايرانية، فيما أبدى مستشارون آخرون قلقهم من أن يؤدي ذلك إلى إثارة النزعة القومية الإيرانية ضد الولايات المتحدة.
وأشار الرئيس الأميركي السابق في مذكراته إلى أن الخيارين الآخرين اللذين درستهما إدارته «كانا التفاوض المباشر بين الولايات المتحدة وإيران، والانضمام إلى الأوروبيين في التعامل مع طهران عبر العقوبات والتفاوض».
وقال بوش إن العمل العسكري ضد إيران ظل دائماً على الطاولة، غير أنه مثّل القرار الأخير بالنسبة له، وناقش جميع الخيارات مع رئيس الوزراء البريطاني، وقتها، طوني بلير، لكن الشيء المؤكد كان أن الولايات المتحدة يجب ألاّ تسمح لإيران بتهديد العالم بقنبلة نووية.
وعن العراق، أكد بوش «أن التخطيط لغزو هذا البلد بدأ بعد شهرين من وقوع هجمات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة، لكنه أصر على أن الحرب لم تكن حتمية حتى في الأسابيع الأخيرة قبل الغزو».

(يو بي آي، أ ف ب)