بول الأشقرتبدأ الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز كيرشنير، اليوم، أول أسفارها إلى الخارج، بعد أقل من أسبوعين على وفاة زوجها وحليفها السياسي نستور كيرشنير. وتتوجه كريستينا إلى سيول لتشارك بداية في اجتماع «الجي ـــــ 20» في سيول، ثم إلى اليابان حيث تعقد قمة دول المحيط الهادئ. وتلتقي الرئيسة الأرجنتينية أهم رؤساء العالم، بينهم الرئيسة البرازيلية الجديدة ديلما روسيف. وإذا كان الوفد الأرجنتيني قد سبق أن أعرب أنه يعدّ الإصلاحات في المؤسسات المالية الدولية التي ستزيد من دور الاقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل «غير كافية»، سيلاقي في المقابل الموقف البرازيلي الذي سيحذر من «آثار الحرب النقدية الجارية» بين الولايات المتحدة والصين، والتي ترتدّ سلباً على الاقتصادات الأخرى.
وشاءت المفارقة الديموقراطية أن تترأس امرأتان على الأقل، عام 2011، أكبر اقتصادين في أميركا الجنوبية.
والرئيسة الأرملة التي تغادر الأرجنتين اليوم ليست الرئيسة نفسها قبل أسبوعين. لا يعود هذا فقط إلى المصاب الذي حل بها، بل أيضاً بسبب التغيير الذي حصل في مزاج الرأي العام الأرجنتيني خلال هذه الفترة. إذ تدل كل استطلاعات الرأي إلى أن بين ثلثي وثلاثة أرباع الأرجنتينيين يؤيدون أداء كريستينا وإرث نستور، وأنها قد تفوز من الدورة الأولى كما فعلت عام 2007.
ويشترط القانون الأرجنتيني، للفوز في الدورة الأولى، الحصول على أكثر من 45 في المئة من الأصوات أو على أكثر من 40 في المئة مع فارق 10 نقاط عن المرشح التالي. وتستعيد اليوم كريستينا نسب التأييد نفسها لا بل أكثر بقليل من تلك التي كانت تتمتع بها في الأشهر الأولى من ولايتها قبل أن تنهار شعبيتها بعد الخلاف الذي نشب بينها وبين القطاع الزراعي عام 2008.
لا شك في أن ظروف وفاة نستور كيرشنير وأداء كريستينا في مأساتها وإلتفاف الناس حولها ساهمت في تلميع صورتها، من دون الحسم منذ الآن ما إذا كان هذا المستوى من التأييد سيكون كافياً لإعادة انتخابها إذا ترشحت، وإذا كان سيستمر كلما مر الوقت على الوفاة المفاجئة واقترب الاستحقاق الانتخابي المحدد موعده في تشرين الأول المقبل.
لن تنجلي الصورة بسرعة رغم أنه بات شبه مؤكد أن كريستينا ستكون مرشحة الموالاة لمواجهة البعض من المرشحين الذين ينوون إعلان طموحاتهم بدءاً من الشهر المقبل. سيكون هناك على الأقل مرشح عن الحزب الراديكالي أو أكثر، ومرشح أو أكثر عن «المنشقين البيرونيين»، وأيضاً مرشح عن اليمين، والمخرج السينمائي بيو سولاناس عن اليسار. ومع تحديد الأخصام، ستتحدد خريطة الحلفاء. وسيكون تنوع المعارضة يميناً ويساراً وتفتتها الحليف الأساسي لـ«إيفا بيرون» بنسختها الجديدة.