دعوة جمهورية إلى قصف إيران وإسرائيل تهوّل من الترسانة الصاروخيّةواشنطن ــ محمد سعيد
حثّ العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، ليندسي غراهام، حكومة بلاده على أن تكون مستعدة لشنّ هجوم عسكري على إيران بهدف عزل النظام هناك. لكنّ وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي ردّ عليه بالقول إن الهجوم العسكري على إيران سيكون له تأثير سلبي، معتبراً أن العقوبات الدولية هي الخيار الأفضل. وقال ممثل ولاية ساوث كارولينا، خلال منتدى «هاليفاكس» للأمن الدولي في كندا، إن الجمهوريين سيدعمون هجوماً عسكرياً على إيران من شأنه تدمير قدرتها على الردّ ويسمح في الوقت نفسه للشعب بالانتفاض على النظام.
ونقلت شبكة التلفزيون الكندية «سي تي في نيوز» عن غراهام قوله «في رأيي أن القوة العسكرية يجب ألا تستخدم فقط لتحييد برنامج إيران النووي، الذي اتّسع وأصبح أكثر فعالية، بل أيضاً لإغراق سلاح بحريتهم (الإيرانيين) وتدمير سلاحهم الجوي وتوجيه ضربة ساحقة إلى الحرس الثوري»، مضيفاً «بعبارة أخرى، تحييد النظام».
وأشار غراهام إلى أن آخر ما تريده الولايات المتحدة هو حرب أخرى، ولكن آخر ما يريده العالم هو إيران مسلحة نووياً. ورأى أن العقوبات بدأت تؤتي ثمارها على إيران.
في المقابل، ردّ وزير الدفاع الكندي على غراهام بالقول «لا شك في أنه سيكون هناك ردّ فعل سلبي على مثل هذا العمل، وأنا أعرف أن ذلك ربما أثار بعض المناقشات الساخنة في أروقة المؤتمر».
وقال ماكاي إن بالإمكان فرض عقوبات دولية جماعية على إيران وتغيير وجهة نظرها، مدّعياً أن العقوبات موجهة ضد النظام الإيراني لا ضد الشعب الإيراني.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي حضر أعمال المنتدى، «إننا لا نزال في مرحلة الدبلوماسية والعقوبات، إلّا أن إيران لا تزال تمثّل تهديداً». وأضاف «استناداً إلى الخبرة والنظر إلى النموذج الذي يستخدمونه، والمرجّح أنه النموذج الكوري الشمالي، فإن من السهل معرفة أن الهدف الأساسي هو تحدّي العالم بأكمله وخداعه وترويعه».
وتكهّن باراك بأنه إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً، فإن ذلك سيعني «نهاية أي نظام يمكن تصوّره لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. سينتهي الأمر بعدة دول في منطقة الشرق الأوسط إلى أن تجد نفسها مضطرة إلى التحول إلى دول نووية».
وبالتوازي مع تصريحات باراك والدعوة الجمهورية إلى ضرب إيران، عمد تقرير إسرائيلي إلى التهويل من حجم الترسانة الصاروخية للجمهورية الإسلامية. وأشار تقرير أعدّه «المركز الأورشليمي للشؤون السياسية» إلى أن مدى الصواريخ الإيرانية يصل إلى 11500 كيلومتر، وأن من الممكن أن تستهدف بعض العواصم الأوروبية ونيويورك.
ورأى المركز، الذي يعمل في ميدان التهديدات الاستراتيجية، أن إيران وصواريخها يمثّلان أكبر تهديد. وألحق المركز بالتقرير خريطة مصوّرة تبيّن مدى الصواريخ الإيرانية التي يصل مداها إلى 11500 كيلومتر، أي إلى مدينة نيويورك. وأوضحت الصور الملحقة بالتقرير المدى المختلف للصواريخ الإيرانية والبلاد التي يمكن أن تصل إليها.
وتشير الصور إلى أن مدى الصواريخ الإيرانية يصل إلى مدن لندن وباريس ومدريد وأوسلو وهلسنكي وبرلين والأراضي الفلسطينية المحتلة وروسيا ودلهي وبعض الدول الأفريقية وأميركا الشمالية. وتظهر في الخريطة أيضاً إيران ومراكز المفاعلات النووية فيها بهدف إيضاح التهديد الذي تواجهه الدول الأوروبية وأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد. ويظهر في الصور خطّ يشير إلى صاروخ «شهاب»، ويدل على مدى الصاروخ الذي يصل إلى أميركا الشمالية وقارة أوروبا وأفريقيا.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن طهران أبلغت أنقرة أنها مستعدة لإجراء محادثات في تركيا بشأن ملفها النووي مع القوى الست الكبرى.

تقرير إسرائيلي يشير إلى أن الصواريخ الإيرانية تطال نيويورك
وقال متكي للصحافيين، رداً على سؤال عن مكان المحادثات المقبلة، «في اليومين أو الثلاثة الماضية أبلغنا أصدقاءنا الأتراك أننا نوافق على إجراء مفاوضات في تركيا».
وأضاف «نحن متفائلون جداً إزاء احتمال بدء هذه المفاوضات في أقرب وقت ممكن، نظراً إلى المقاربة الإيجابية والبنّاءة التي تعتمدها إيران».
وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة ستستضيف المحادثات التي ستجرى بين إيران ودول مجموعة «5+1» بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن إيران أبلغت تركيا بشأن هذه المسألة السبت، وان أنقرة تبذل جهوداً كبيرة لإيجاد حل دبلوماسي.
وأضافت المصادر أن تركيا مستعدة لبذل قصارى جهدها، واتفقت مع الأفرقاء، من حيث المبدأ، على إجراء المحادثات على أراضيها. لكنّ المصادر أوضحت أن مكان المحادثات وزمانها لم يتضحا مباشرة.
وكان مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، علي باقري، قد زار تركيا، الخميس الماضي، فيما ذكرت صحيفة «وطن إمروز» الإيرانية المحافظة أن المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 ستجرى في نهاية تشرين الثاني في تركيا.