في الرابع من تشرين الثاني من كل عام، تحتفل إيران بذكرى قيام طلاب بالسيطرة على السفارة الأميركية في طهران. هذا العام تطور الاحتفال إلى مهاجمة السفارة البريطانية بالبيض الفاسدخرج آلاف الإيرانيين، أمس، إلى الشوارع وهم يهتفون «الموت لأميركا»، في تظاهرة حاشدة ضد الولايات المتحدة التي يطلقون عليها اسم «الشيطان الأكبر»، فيما رشق بعضهم مبنى السفارة البريطانية بالبيض الفاسد احتجاجاً على تصريحات معادية لبلدهم.
وإحياءً للذكرى الـ31 لقيام طلاب إيرانيين بالسيطرة على السفارة الأميركية في طهران في عام 1979، تجمّع حشد من المتظاهرين الشباب، يحملون الأعلام الإيرانية ويهتفون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وصوراً للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، أمام السفارة الأميركية المغلقة.
ثم توجه حشد من الطلاب إلى مبنى السفارة البريطانية في طهران، حيث رشقوه بالطماطم والبيض الفاسد احتجاجاً على تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني، جون سيورز، الذي طالب الغرب باعتماد أساليب التجسس والاستخبارات لجمع المعلومات عن نشاطات إيران النووية السلمية. وأحرق الطلبة المحتجّون العلم البريطاني.
وأنهى الطلبة تجمّعهم الاحتجاجي أمام السفارة البريطانية بإصدار بيان ختامي أكدوا من خلاله «ضرورة مقارعة الاستكبار العالمي والتصدي للتدخل البريطاني في شؤون إيران الداخلية».
في هذه الأثناء، رفضت وزارة الخارجية البريطانية تأكيد خبر قناة «برس تي في»، التي نقلت عن وزارة الاستخبارات الإيرانية أن بريطانيا «موّلت ودعمت بعض الجماعات الإرهابية ضد الجمهورية الإسلامية».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية «هناك تاريخ طويل من المزاعم الإيرانية التي لا أساس لها ضد بريطانيا، وهذه أحدثها». وتابع «بريطانيا لا تؤيّد ولا تشجّع النشاط الإرهابي في إيران أو أي مكان آخر في العالم، وسينظر إلى هذا الادّعاء كما هو... مجرد افتراء آخر ضمن سلسلة طويلة من الافتراءات ضد المملكة المتحدة من جانب الحكومة الإيرانية».
واعتقلت السلطات الإيرانية أربعة متمردين أكراد قالت إنهم ينتمون إلى منظمة «كومالا» المحظورة، حسبما أفاد تلفزيون «برس تي في» نقلاً عن وزارة الاستخبارات.
واتهم الأربعة بتنفيذ خمسة اغتيالات في إيران خلال العامين السابقين.
وقال التلفزيون إن المعتقلين «اعترفوا بتسلّمهم أوامر في مدينة السليمانية العراقية من قائدهم جليل فتاحي» المقيم في بريطانيا، مضيفاً أنه صودرت وثائق وأسلحة كانت في حوزتهم.
وفي لفتة إيجابية نادرة تجاه واشنطن، رحّبت إيران بقرار أميركي باعتبار جماعة جند الله السنّية الإيرانية المتمردة، جماعة إرهابية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إن «إيران تعدّ إدراج جماعة (زعيم المنظمة الذي أعدمته السلطات الإيرانية في حزيران الماضي عبد الملك) ريغي الإرهابية في القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية خطوة في الاتجاه الصحيح».
من جهته، قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إن «احتلال وكر التجسّس الأميركي (السفارة الأميركية) في طهران، أدّى إلى تحطيم هيبة الاستكبار وسطوته، وغيّر موازين القوى لمصلحة الشعوب المستضعفة».
وشدد نجاد، خلال زيارة لمحافظة خراسان الشمالية، على أن «أولئك الذين ظلموا الشعب الإيراني سيقفون قريباً في طابور لتقديم الاعتذار إلىه».
وتابع نجاد أن «مسافة شاسعة لا تزال تفصلنا عن الوصول إلى تحقيق الأهداف، وهو ما يدركه أي شخص يوجّه أنظاره إلى الواقع، لكن لدينا رغم ذلك الأساس اللازم للقيام بهذه المهمة».
وأضاف نجاد أن الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، «كان يعتقد أنه من خلال شنّه هجمات على المنطقة يمكنه حينذاك القيام بما يحلو له، لكنّ الأحداث المريرة أدت إلى انبعاث اليقظة والمطالبة بنشر العدالة بين الشعوب، وبفضل الله ستقطع جذور الظلم والفساد عن العالم».
(أ ف ب، إرنا، فارس)