خاص بالموقع- حذّر رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته، لوران غباغبو، من العواقب الاقتصادية والإنسانية الخطيرة لإزاحته عسكرياً، معتبراً أن عملية من هذا النوع ستثير الشعور الوطني لسكان بلاده، وقد تقود إلى «حرب أهلية».
واستخدم المتحدث باسم حكومة غباغبو، أهوا دون ميلو، عبارات قاسية للتنديد بالقرار «غير المقبول» لقادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إطاحة غباغبو بالقوة إذا ما رفض التنحّي.
ورأى أن هذا القرار «مؤامرة من المعسكر الغربي بقيادة فرنسا»، القوة الاستعمارية السابقة التي اعترفت ومعها كامل المجتمع الدولي تقريباً بفوز الحسن وتارا في انتخابات تشرين الثاني الرئاسية. كذلك رأى أن هذا القرار «سيثير المشاعر الوطنية» في ساحل العاج «إذا ما تُرجم عملياً».
وحرص دون ميلو الذي يشغل منصب وزير التجهيز في حكومة غباغبو، على التذكير بأن بلاده «أرض هجرة»، حيث يعيش ويعمل ملايين الرعايا من دول غرب أفريقيا.
وقال دون ميلو إن «كل دول (غرب أفريقيا) لديها رعايا في ساحل العاج، ويعلمون أنهم إن هاجموا ساحل العاج من الخارج، فسيتحول الأمر إلى حرب أهلية في الداخل»، مشكّكاً في إمكان حصول تدخّل عسكري لإرغام غباغبو على التنحّي.
وتساءل «هل بوركينا فاسو مستعدة لقبول عودة ثلاثة ملايين من مواطنيها» من ساحل العاج إلى بلدهم الأصلي؟
وأضاف أن «شعب ساحل العاج سيتجنّد» في وجه الضغوط التي «تؤجّج وطنيته».
ومن المتوقع وصول وفد من دول غرب أفريقيا برئاسة ثلاثة رؤساء دول ـ بوني يايي (بنين) وارنست كوروما (سيراليون) وبدرو بيريس (الراس الأخضر) ـ إلى أبيدجان غداً الثلاثاء. وهؤلاء الثلاثة لا يثيرون حفيظة لوران غباغبو، على عكس آخرين مثل رئيس السنغال عبد الله واد، والرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، اللذين أطلقا مواقف متقدمة في انتقاده ودعم خصمه.
وأعلن وزير خارجية بنين، جان ماري اهوزو، أن الرؤساء الثلاثة سيقدمون ويشرحون لغباغبو «رسالة» المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وفيها تفضيل «للخروج من الأزمة عبر الحوار».
وأضاف أنهم «سيتباحثون مع الرئيس غباغبو لإقناعه وحمله على التنحّي عن السلطة من دون انتظار».
ولا يزال باستطاعة لوران غباغبو، الذي بات كمن يقف وحيداً في مواجهة العالم أجمع تقريباً والخاضع مع مقرّبين منه لعقوبات دولية، الاعتماد على الدعم الخارجي من حليفته الوفية أنغولا، التي نفت أمس نشرها جنوداً أنغوليين في ساحل العاج، مندّدة بموقف المجتمع الدولي الذي سيقود «بما لا يمكن تجنّبه» إلى الحرب.
ونقلت وكالة الأنباء الأنغولية الرسمية عن بيان عن الأزمة في ساحل العاج أن «الحكومة الأنغولية تدين بشدة حملة التشويه التي أفادت بأن مرتزقة أو جنوداً أنغوليين شوهدوا في ساحل العاج».
وفي الداخل، يبقى وزير الشباب في حكومته شارل بلي غوديه، أحد أكثر الأوفياء لغباغبو. ويعبّئ هذا الوزير، الذي يرأس حركة «الوطنيين الشباب»، أنصاره للمشاركة في تجمّع ضخم سيقام الأربعاء في أبيدجان، للدفاع عن «كرامة ساحل العاج وسيادتها».
وكان رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، آلان روي، قد ذكر أن قوة المنظمة الدولية في ساحل العاج «تحققت من وجود مرتزقة يعملون في معسكر غباغبو». وأضاف دبلوماسيون أن هؤلاء المرتزقة جاؤوا من ليبيريا وأنغولا على ما يبدو.
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أول من أمس، أنها أحصت حتى الآن 14 ألف لاجئ فرّوا من ساحل العاج إلى ليبيريا المجاورة منذ الانتخابات، مع تزايد المخاوف من أن يؤدي هذا الخلاف إلى تجدّد حرب أهلية اندلعت عام 2002-2003.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، على موقعها على الإنترنت، إن عدد اللاجئين الفارين يزداد، وإن «الاحتياجات الإنسانية تزداد للاجئين، وأغلبهم من النساء والأطفال، وكذلك للقرويين الذين يستضيفونهم». وقتل نحو 200 شخص في أعمال عنف منذ الانتخابات.
(أ ف ب، رويترز)