لا يشكل صاروخ «فاتح 313» الإيراني، المعلن عنه أخيراً، تهديداً مباشراً على إسرائيل. إنتاجه ووضعه في الخدمة الفعلية لدى الجيش والحرس الثوري الإيرانيين، بعيد نسبياً عن اهتمامات تل أبيب، إلا بما يتعلق بإمكان وصوله إلى لبنان، الأمر الذي عبرت عنه مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، محذرة من حجمه ودقته، ومداه الذي يسمح لحزب الله باستهداف الكيان الصهيوني من سوريا ولبنان.
ولم تنف المصادر الإسرائيلية إمكان وصول «الفاتح الجديد» إلى الأراضي اللبنانية، بموجب المعادلة والفرضية العملية القائمة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأنّ كل ما يوجد لدى إيران من وسائل قتالية، سيكون لاحقاً لدى حزب الله، الأمر الذي دفع رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، اللواء عاموس غلعاد، في مقابلة، أمس، مع «القناة العاشرة» العبرية، إلى طمأنة الإسرائيليين بأن وصول الصاروخ الجديد سيستغرق وقتاً، دون أن ينفي أنه سيصل في نهاية المطاف. وكشف موقع «واللا» العبري، أمس، أنهم في المؤسسة الأمنية في تل أبيب، تابعوا بعناية كبيرة التقارير الإيرانية عن الصاروخ البالستي الجديد، إضافة إلى منصة إطلاق أقمار صناعية أعلن عن تطويرهما في الفترة الأخيرة في إيران، مشيراً إلى أن المعطيات الإيرانية حول الصاروخ اختبرها خبراء صواريخ إسرائيليون، وأظهرت النتيجة أن صاروخ «فاتح 313» النسخة المعدلة من صاروخ «فاتح 110»، قادر بالفعل على الوصول إلى مدى 500 كيلومتر. وأضاف الموقع أن نتيجة الاختبار والمحاكاة التي عمد إليها الخبراء الإسرائيليون، أظهرت معطيات حول دقة الصاروخ، الذي لم يرد عنه شيء في التقارير الإيرانية، والنتيجة أن دقة الصاروخ بلغت في حد أقصى هامش خطأ لا يتجاوز عشرة أمتار، وهو قادر على حمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة أو قنابل عنقودية، والرأس المتفجر يمكن توجيهه إلكتروبصرياً، أو من خلال الرادارات.
وحذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من أن الصاروخ الجديد قادر على استهداف كل قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، بما يشمل هيئة الأركان والبنية التحتية القومية ومنشآت أخرى حساسة في أنحاء إسرائيل.
وقال رئيس مركز «أبحاث الفضاء» في معهد «فيشر للأبحاث الاستراتيجية»، طال عنبر، الذي يعد من أهم خبراء الصواريخ في إسرائيل، إن الإيرانيين أدخلوا على الصاروخ الجديد تحسيناً في مداه ودقته، وذلك بفضل الانتقال من الوقود السائل إلى الوقود الصلب، مع استخدام مواد أخرى مركبة وأكثر تعقيداً من السابق. وحذر موقع «واللا» من أنّ تهديد الصاروخ سيكون مختلفاً عن الصاروخ القديم، فـ«صاروخ من هذا النوع سيسمح لحزب الله بعدم الاكتفاء باستهداف إسرائيل من الأراضي اللبنانية، بل أيضاً من الأراضي السورية، وأن يضرب بدقة منشآت إسرائيل الاستراتيجية». وأشار الموقع إلى أن جهات في وزارة الأمن وفي الجيش الإسرائيليين، تحادثوا مع مسؤولين في الإدارة الأميركية حول مواصلة إيران تطوير السلاح والوسائل القتالية، مشيرين إلى أن هذا الموضوع لم يُوضَّح في الاتفاق النووي، لافتين في المقابل إلى أن العقوبات المفروضة سابقاً، من مجلس الأمن، تفرض على إيران منع تطوير صواريخ يزيد مداها على أكثر من 300 كيلومتر، إلا أن إيران تتجاهل كل ذلك.