دعا وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي أكبر صالحي، إلى علاقة طيبة مع الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى الحاجة للتعاون مع السعودية، فيما انتقد الوزير منوشهر متكي قرار إقالته، وسانده في ذلك رئيس البرلمان علي لاريجاني.وقال صالحي، أثناء حفل تسلمه منصب وزير الخارجية بالوكالة بدلاً من متكي الذي أقيل الأسبوع الماضي، إن «إيران والسعودية بلدان مؤثران في المنطقة وفي العالم الإسلامي، وبالتعاون معاً يمكنهما حل مشاكل المنطقة». وأضاف صالحي أنه «رغم السلوك الذي يتنافى مع المنطق والظالم للاتحاد الأوروبي، فإن أعضاءً في الاتحاد لا يزالون يسعون إلى علاقات مقبولة مع إيران لعدد من الأسباب، بينها مسألة الطاقة». وقال: «إذا حوّل الاتحاد الأوروبي أسلوبه التصادمي إلى رد فعل إيجابي، فإن ذلك سيكون في مصلحة الجانبين». وقال صالحي: «على المستوى الدولي، ولأسباب عديدة، الصين وروسيا تتمتعان بمكانة خاصة، والعلاقات معهما تحتاج إلى اهتمام سياسي خاص».
ويمكن أن يبقى صالحي، الذي شغل منصب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، قائماً بعمل وزير الخارجية لمدة ثلاثة أشهر من دون موافقة البرلمان التي يحتاج إليها لتولي المنصب بصفة دائمة.
إلا أن سلفه متكي رأى أن «عزل وزير لدى وجوده في مهمة لا يتفق مع مبادئ الإسلام والقواعد الدبلوماسية. إنه أمر مهين ومخالف لما هو متعارف عليه سياسياً». وأضاف متكي، الذي تغيب أول من أمس عن حفل تسلم صالحي مهماته: «المضحك هو أني لم أُبلّغ بموعد حفل» التسليم والتسلم. بدوره، عبّر رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، عن أسفه لطريقة إقالة متكي، وقال: «لو كانت النية تقوم على تغيير وزير الخارجية، لكان من العدل أن يكون ذلك بطريقة لبقة وباحترام تجاه الوزير، لا خلال سفره».
من ناحية ثانية، حمّل لاريجاني أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية وبعض دول المنطقة مسؤولية تفجير جابهار الإرهابي الذي وقع الأربعاء الماضي في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن لاريجاني قوله أمام البرلمان، إن أجهزة الاستخبارات في أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة هي المحرض الرئيسي «للإرهابيين في تنفيذ هذه الجريمة النكراء».
وتوجّه لاريجاني إلى «الذين يقدّمون الدعم للزمرة الإرهابية» قائلاً إن «عليهم أن يعلموا بأن الدماء الطاهرة للشهداء الذين سقطوا في مراسم عزاء الإمام الحسين ستؤدي إلى تغيير ظروفهم وسيتلقون رداً مناسباً على جريمتهم». وقال إن على الولايات المتحدة وحلفاءها أن يعلموا أن «الأعمال الإرهابية هي من أبسط الأمور وأن إيران لن تتحمل مغامراتهم».
وطالب رئيس البرلمان، وزارتي الأمن والداخلية وحرس الثورة والسلطة القضائية بالتصدي العاجل والحاسم للذين «ينفذون مثل هذه الجرائم الغاشمة». وفي السياق، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي، بعد اجتماع للجنة، إن على باكستان تدمير جميع مراكز التدريب الإرهابية على أراضيها، «وإلّا فستمارس إيران حق الدفاع عن مواطنيها من خلال جعل الأجواء غير آمنة للإرهابيين».
وقال جلالي إن «هؤلاء الإرهابيين، من خلال التنسيق المستمر مع الموساد الصهيوني وأجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية، خططوا لإشاعة الفوضى في البلاد، مستفيدين من علاقاتهم مع الجماعات المعادية للثورة».
إلى ذلك، نفى دبلوماسيون في طهران صحة الأنباء التي ذكرتها صحيفة «ديلي تلغراف» عن مفاوضات سرية الآن بين إيران والغرب تتعلق بتبادل الوقود النووي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)