أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنها مستعدة «لأيّ تطور» في ساحل العاج، مع رغبتها في تفادي المواجهة مع القوات المسلحة الموالية للرئيس المعلن، لوران غباغبو، الذي طالب برحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوة الفرنسية (ليكورن) من بلاده.
وقال المتحدث باسم عملية الأمم المتحدة في ساحل العاج، حمدون توريه، «لقد عزّزنا حال اليقظة ونحن مستعدون لأيّ تطور»، مضيفاً إن جنود حفظ السلام سيواصلون دورياتهم «لكننا لا نريد المواجهة» مع القوات الموالية لغباغبو. وشرح أنه لتفادي ذلك «هناك مناطق حسّاسة لن نذهب اليها، بالقرب من مقر الرئاسة» الواقع في الحي الإداري.
ورفضت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام، بان كي مون، طلب غباغبو، وحذّرت من عواقب التهجم على قوات السلام، وشدّدت على أنّ القوة لا تعتزم الانسحاب.
وترى الأمم المتحدة أنّ الحسن وتارا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية في السنغال، لا غباغبو، الذي أعلن نفسه رئيساً، بعدما عدّه المجلس الدستوري فائزاً، رغم أن اللجنة الانتخابية عدّت وتارا فائزاً بنسبة 54,10 في المئة من الأصوات.
أما غباغبو وقوات الدفاع والأمن الموالية له، فيتّهمون قوة الأمم المتحدة بتقديم الدعم العسكري لقوة التمرد السابقة «القوات الجديدة» الموالية لوتارا.
وقالت حكومة غباغبو على شاشات التلفزيون الحكومي، إنها تريد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ومن القوات الفرنسية الخروج من البلاد، واتّهمتهما بالتدخل في الشؤون الداخلية لساحل العاج بعد اعتراف الأمم المتحدة بواتارا.
وتضم بعثة الأمم المتحدة نحو عشرة آلاف فرد من الجيش والشرطة وهي مدعومة بقوة فرنسية. ونشر المئات من قوات حفظ السلام للدفاع عن مقر واتارا المؤقت، في فندق غولف بمدينة أبيدجان.
في هذه الأثناء، واصل أحد قادة حزب غباغبو، شارل بليه غوديه، الذي قاد التظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا في 2003 و2004 في أبيدجان، جولته أمس على أحياء العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، لحض أنصاره على «تحرير ساحل العاج قبل يوم الجمعة» المقبل.
وأكد غوديه، أمام المئات من الشباب، أنّ غباغبو «لن يتنحّى، لن يتنحى أبداً»، متّهماً الأمم المتحدة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالإعداد لارتكاب «إبادة» في البلاد. لكنّ حكومة غباغبو لم تستبعد منع صدور الصحف التي تدعو الى «العصيان».
وقال وزير الاتصالات، غنوزيه وتارا، «نسعى إلى إقناع زملائنا في الصحف المستقلة بأنّ من واجبهم احترام الدستور، ومؤسسات الجمهورية والقوانين».
إلى ذلك، نصحت بريطانيا رعاياها بتجنّب السفر إلى ساحل العاج في جميع الحالات، ودعت البريطانيّين الموجودين في هذا البلد الأفريقي إلى مغادرته. وقالت وزارة الخارجية «يتعيّن على البريطانيين في ساحل العاج المغادرة بالوسائل التجاريّة إذا كان ذلك آمناً، وإذا لم تكن هناك أسباب ضاغطة للبقاء، بسبب أجواء عدم الاستقرار وانتشار العنف على نطاق واسع في العاصمة أبيدجان والمدن الكبرى الأخرى».
(أ ف ب، رويترز)