هذا المكان ليس مكاناً. ما يبدو حاضراً قد يتهاوى بنفخة واحدة. وما يبدو ثابتاً، هو قابل للاهتزاز على الدوام. اهتزاز قد يصيب الهياكل البرّانيّة، إنّما يفسّخ المعنى ويصدّع معجمه.
إن التحوّلات تجعل من المكان، مهما كان راسخاً، دائم التأرجح بين حدود الثابت والمؤقّت، الشخصي والعام، وبين ما هو محجوب ومكشوف.

من مجموعة «لا استقرار» للفنانة اللبنانية إيليز زخور (2021)


من هنا تحديداً؛ تتقفّى مقالات عدد «أين» هذا التحوّل الدائم في معنى «المكان»، إذ تكشف أنه نقطة حضور آني، إنما هو محطّة وصول على السواء. يواصل المرء تمركزه في الحضور، فيما لا يكفّ عن التطلّع إلى نقطة الوصول، التي تحمل بدورها احتمالاً للقاء أو اكتشاف جديد. لدى المكان قابلية لتغيير هيئته باستمرار بحسب قاطنه، أو زائره، أو بحسب الاستخدام الجمعي له. ينمو هذا الانزياح المتواصل في معناه من التحوّلات الوظيفيّة والشخصّية التي تطرأ عليه، وتصيب زائره، أو الهارب منه. فإذاً؛ «أين»؟
على هذا الاهتزاز نفسه، يرسّخ السؤال: «أين»؟مشروعيّته وإلحاحه، في كلّ زمان و«مكان».

* لوحات وصور هذا العدد تُنشر بالتعاون مع «غاليري آرنيلي» (بيروت)