بما أن الحراك السوري الشعبي انطلق أساساً من المساجد، قرر مؤيدو النظام إطلاق شعار «المساجد لنا» على تظاهراتهم الموالية الحاشدة، أمس، بينما سجلت المعارضة سقوط 16 قتيلاً من صفوفها في «جمعة طرد السفراء»في ظل استمرار انقسام الشارع السوري، ظهرت سابقة تمثلت في اعتماد مؤيدي النظام شعاراً لتظاهراتهم الحاشدة هو «المساجد لنا»، في مقابل المتظاهرين المنادين بإسقاط النظام تحت لافتات «جمعة طرد السفراء» السوريين.
وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة» مقتل 16 مدنياً برصاص الأمن السوري، «3 منهم أطفال»، وذلك في جمعة «طرد السفراء» السوريين من العواصم الأجنبية. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإنّ الضحايا توزعوا على بلدة الحارة، ومدينة درعا، وعربين ويبرود في ريف دمشق، وحمص، وبلدة خطاب في ريف حماه. في المقلب الآخر، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «آلاف المواطنين خرجوا من الجامع الأموي في دمشق في مسيرة تحت عنوان (المساجد لنا)، رفضاً لقرار الجامعة العربية بشأن سوريا، ودعماً للقرار الوطني السيادي المستقل»، وهو ما حصل في ساحة السبع بحرات في العاصمة أيضاً، وفي اللاذقية. كذلك أفادت وكالة «يو بي آي» عن تعرُّض خط لنقل النفط في محافظة دير الزور للتفجير. ووفق مصادر الوكالة، فإنّ «خط نقل النفط في منطقة الخراطة جنوب مدينة دير الزور فُجّر بواسطة عبوة ناسفة وجرت السيطرة عليه، وخلّف أضراراً بسيطة».
في غضون ذلك، زارت خمسة وفود صحافية أجنبية مدينة حماه، حيث نقلت عنها المؤسسات الإعلامية التابعة للنظام السوري، أو المقربة منه، أن الأوضاع مغايرة للصورة التي تنقلها بعض الفضائيات العربية. وفي المقلب الآخر، كان معارضون سوريون في القاهرة ينظمون حملة تبرعات ودعم من المشاركين المصريين في التظاهرة المليونية، التي شهدها ميدان التحرير ضد الحكم العسكري في البلاد.
وأكّدت وكالة «سانا» الحكومية أن الوفد الأجنبي ضمّ صحافيين من الصين وروسيا وإسبانيا وألمانيا وكوبا، زاروا مدينة حماه «للاطلاع على عدد من المرافق العامة والخاصة التي تعرضت لأعمال التخريب والحرق والسرقة على يد المجموعات الإرهابية المسلحة، ومن بينها نادي الضباط والقصر العدلي»، كما زار أعضاء هذه الوفود بعض المستشفيات الخاصة «التي زعمت القنوات الفضائية المغرضة أنها تعرضت للدمار والهدم من قبل قوات الجيش، وشاهدوا أن هذه المستشفيات لا تزال قائمة ولم تصب بأذى».
وفي الإطار الإعلامي، نفت وكالة «سانا» ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية وبعض القنوات الفضائية عن اعتقال مدير مكتبها في دير الزور، إثر تقديمه استقالته احتجاجاً على أعمال القمع وفق تلك الرواية. وأكدت «سانا» أن مدير مكتبها في دير الزور هو الصحافية لمياء الرداوي، لا علاء الخضر، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية والقنوات الفضائية. وأشارت «سانا» إلى أن الخضر انتقل من الوكالة منذ خمسة أشهر للعمل في جامعة الفرات، وليس له أيّ علاقة بمكتبها في دير الزور.
على صعيد آخر، وزَّعت مجموعة من المعارضين السوريين، مساء أمس، بياناً في ميدان التحرير في القاهرة، طالبت فيه الشعب المصري «بإغاثة إخوانه السوريين بالمال والمواد الطبية، لمواجهة عمليات القتل التي يتعرض لها».
وجاء في البيان، الذي أصدرته «لجنة إغاثة لاجئي سوريا» و«الجبهة الإسلامية لدعم الثورة السورية»، أن «إخوانكم في سوريا، وخصوصاً في المدن المنكوبة، وهي حمص وحماه وإدلب ودير الزور واللاذقية ودرعا، بأشد الحاجة إلى مساعدتكم لسد النقص الرهيب في الدواء والغذاء والإسعافات الأولية، وخصوصاً أكياس الدم الفارغة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)