عندما حدد التيار الوطني الحر، أول من أمس، أماكن التجمع للمشاركة في التحرك، لم يأت على ذكر قضاء الشوف في القائمة التي نشرها. وكان واضحاً أمس، من خلال مراقبة المحتشدين والمواكب، أن أيّاً منها لا يعود الى هذا القضاء. بدا واضحاً أن لا هيئة شوفية تعمل ضمن خلية التعبئة الشعبية وتنظيم الحشود. فقد فضّل الملتزمون من أهالي الشوف في التيار الوطني الحر الاندماج ضمن وفود المناطق التي يقطنونها كالحازمية وفرن الشباك والأشرفية من دون أن يشكلوا فريقاً يعمل الى جانب باقي الفرق. منذ نحو عامين، لم تعد هيئة قضاء الشوف على تماس مع قاعدتها كما في السابق. انتهت الاجتماعات الأسبوعية التي كان ينظمها المنسق السابق غسان عطالله. أُحبطت عزيمة القاعدة وتشتت العونيون. القضاء الذي شهد فورة في التنظيم ونجحت هيئته في اعادة لمّ الجمهور «المهجّر» وحثه على احياء جهوده للعودة، عاد الى النقطة الصفر مع فرط الهيئة عبر ابعاد عطالله وتركها خالية لعامين على التوالي. وفي غياب التواصل مع العونيين في الشوف، كان لا بدّ لهؤلاء أن «يُهجّروا» مرة أخرى، فيرضون بأداء دور ثانوي في التحركات والنشاطات من دون هيئة خاصة تمثلهم. أخيراً عيّنت الرابية بدري سالم منسقاً جديداً، ولكن تعيينه، بحسب مصادر البلدة، ليس سوى للعمل من أجل انتخابات التيار الحزبية.

فهو حتى الساعة لم يفعّل هيئته ولا سعى الى عقد أي اجتماع مع المحازبين. افراغ المنطقة، تضيف المصادر، «هو تحديدا ما يرغب فيه النائب وليد جنبلاط وهو ما أدى فعليا الى ابعاد المنسق السابق. فمن المعروف أن جنبلاط لا يستسيغ عمل الأحزاب في ما يعده أماكن نفوذه، وقد استفزه عمل عطالله بجهد لاعادة الروح الى البلدات المسيحية؛ وللصدفة صدر قرار الرابية بإقالة عطالله من منصبه بعد ثلاث سنوات على تسلمه منسقية الهيئة ونجاحه باعادة العونيين الى قضائهم ولو في عطلة نهاية الأسبوع. وهو تماما ما كان سيحصل لو حاول نائب القوات جورج عدوان العمل في منطقته، اذ كان الشرط الأول لنيابته الابتعاد عن قضائه قدر الامكان». اليوم عادت الأمور إلى كما كانت عليه، قبيل خمسة أعوام: لا تنظيم عونياً فاعلاً في الشوف ولا من يهتم لتفعيله.
في اعتصام أمس، بدا واضحا التردّي في وضع قضاء الشوف عونياً. غابت لافتات الشوفيين ولم يعد بالامكان القول إن الشوف شارك في التحرك أسوة بما كان يحصل في التحركات السابقة. ومن الصعب جدا اليوم اعادة تفعيل هذا القضاء، وخصوصا أن تعيين خلف لعطالله لم يجرِ مباشرة حتى يتمكن من متابعة ما حققه زميله، بل حصل منذ شهرين، أي بعد عامين على اقالة المنسق. وهناك من العونيين من لا يتردّد في القول إن «الشوف انكسر، والطلعة السريعة كان مقابيلها مهوار كبير».