رقم البرقية: 06riyadh3312تاريخ البرقية: 2 أيار2006
الموضوع: شيعة السعودية: لمن يكنّون الولاء؟
مصنف من: القنصل جون كينكانون
ملخص

(…) استنتاجاتنا، التي ترتكز على نقاشات أجريناها مع طيف واسع من مصادرنا من شيعة السعودية خلال الأشهر الثمانية الماضية، هي أن معظم السعوديين الشيعة يظلون ملتزمين بالاتفاق الذي توصلت إليه القيادة الشيعية السعودية والملك فهد في 1993/1994، والذي وافق القادة الشيعة من خلاله على متابعة أهدافهم من داخل النظام السياسي للمملكة، في مقابل وعد بتحسين أوضاعهم قطعه الملك عليهم. يحتفظ الشيعة السعوديون بعلاقات دينية عميقة مع العراق وإيران، ويستلهمون من الحرية الدينية والسلطة السياسية المكتشفة حديثاً من الشيعة العراقيين. ولديهم أيضاً تاريخ طويل من الملاحقة من آل سعود، ويواجهون تمييزاً في المعاملة (مرجع ب). رغم ذلك، لا يزال زعماؤهم ملتزمين بالعمل للإصلاح من الداخل، استراتيجية تثمر ببطء بفضل الملك عبد الله. بنظرنا، سيتطلب دفع الشيعة السعوديين إلى المواجهة مع الرياض حافزاً كبيراً داخلياً أو خارجياً. حافز مثل ذلك، قد يتضمن تحولاً كبيراً في استراتيجية الحكومة أو القيادة السعودية، انتشار عنف مذهبي غير محدود في المملكة، أو تغيّراً كبيراً في التسويات الأمنية الإقليمية، وخصوصاً صراعاً إقليمياً متزايداً يشارك فيه شيعة (مرجع س).
في غياب تلك الظروف، الأكثرية الواسعة من الشيعة السعوديين ليست مرشحة لإظهار ولاءات سياسية خارجية خطيرة، إن كان لإيران أو لأي نظرية غير مكتملة لـ«الهلال الشيعي».
انتهى الملخص.

خيار تكتيكي: المطالبة بالحقوق من الداخل

(...) للدولة السعودية الوهابية سجلّ طويل من الاضطهاد الوحشي تجاه الشيعة السعوديين، وللشيعة المقيمين في أماكن أخرى من المنطقة، على حد سواء. خلال الغارات العسكرية على الدولتين السعوديتين الأولى والثانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان الشيعة هدفاً معتاداً للعنف الوهابي السعودي، ولا سيما من خلال هجمات شاملة على المدن الشيعية الكبيرة جنوبي العراق، ومن خلال انتهاكات للأماكن المقدسة هناك. حين انتزع الملك عبد العزيز، مؤسس السعودية الحديثة، ما يعرف اليوم بالمنطقة الشرقية، نفّذ جيشه من الإخوان الأصوليين حملة قاتلة ضد الشيعة. جاءت نقطة التحول في ذلك التاريخ المضطرب في عام 1979، حين احتل آلاف الشيعة الغاضبين من الحكومة، الملهمين من الثورة الإيرانية والمنظَّمين من مجموعة من القادة الشباب أشهرهم حسن الصفار، شوارع القطيف في تظاهرة سحقتها حكومة السعودية مخلّفة عدداً من القتلى بين المتظاهرين ومعتقلة العديد من الناشطين. مئات الشيعة، بمن فيهم الصفار، ذهبوا إلى المنفى، في البدء إيران، ثم غادروا إيران نحو سوريا، لبنان، بريطانيا، الولايات المتحدة، وبلدان غربية أخرى. عاد الصفار والعديد من حلفائه السياسيين إلى السعودية في منتصف التسعينيات، بعد التوصل إلى اتفاق مع الملك فهد في 1993 ـ 1994. وافق الملك على السماح للمنفيين بالعودة، إطلاق سراح الشيعة المعتقلين في المملكة، واتخاذ خطوات من شأنها تحسين وضع الشيعة؛ من ناحيتهم، وافق العائدون الشيعة على قطع نشاطاتهم المناوئة ومتابعة أهدافهم من ضمن النظام السعودي.
لماذا عاد المنفيون الشيعة؟ بحسب أحد العائدين، محمد المحفوظ، الذي يتولى الآن رئاسة تحرير مجلة حول الشؤون الإسلامية، «سببان رئيسيان كانا وراء ذلك. أولاً، أدركنا أننا، بصفتنا أقلية في السعودية، ليس بمقدورنا أن نأمل تغيير النظام عبر الثورة، كما اعتقدنا أن بوسعنا أن نفعل عام 1979. ثانياً، شعرنا بأننا نفقد الاتصال بجماعاتنا هنا، ولم نكن فعّالين في مساعدتهم على التطور ونحن في الخارج. لذلك قررنا أن نعود أدراجنا وأن نعمل لتحصيل حقوقنا من الداخل».
استمعنا إلى آراء مشابهة من شيعة آخرين كانوا جزءاً من الحركة في المنفى. اتخذت مجموعة القادة المنفيين والمقيمين قراراً تكتيكياً مهماً في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات. بعد إدراكهم استحالة انتزاع التحكم بمصيرهم الشخصي من حكومة السعودية بالمناهضة والمواجهة، حوّلوا هدفهم إلى نيل حقوقهم المدنية بصفتهم مواطنين سعوديين، وتكتيكاتهم للدفع نحو الإصلاح من الداخل. الحساب التكتيكي ذاته يظل قائماً اليوم. أكّد الناشطون الشيعة لنا باستمرار التزامهم الدائم في الضغط لنيل حقوقهم المدنية والإصلاح من داخل النظام؛ بتعبير أحد قادتهم «نحاول استخدام أي مجال متاح». نحن نلمس دلائل كبيرة على أن الشيعة فعلاً يستفيدون من كل فرصة، وخصوصاً مع اعتلاء الملك عبد الله العرش، الذي يراه الشيعة متفهماً لطموحاتهم. (…)
كذلك، يذهب الشيعة إلى أقصى حدود ما تسمح به حكومة السعودية في مجال المجتمع المدني (مرجع أ)، (…). يدفع الشيعة باتجاه زيادة الحرية الدينية وتقليص التمييز من خلال الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ومن خلال الاحتكام المباشر لزعماء كبار في الحكومة السعودية، وإن يكن نجاحهم محدوداً في ذلك. بالإشارة إلى هذه النشاطات وإلى رؤيتهم لسعودية يتمتع جميع المواطنين فيها بالحقوق المدنية، يجادل بعض مصادرنا بأن الشيعة هم السعوديون الوطنيون والإصلاحيون الحقيقيون. دليل آخر على أن الشيعة، على الأقل حتى الآن، ملتزمون بالعمل من داخل النظام، هو أن ذلك التكتيك يجذب زعماء الشيعة وناشطيهم من مختلف المشارب، وأنهم ينشطون في بناء جسور مع عناصر إصلاحية أخرى في المجتمع السعودي.
المنفيون العائدون هم أكثر الشيعة السعوديين نشاطاً سياسياً، كانوا القوة الأساسية التي توسّطت لتوقيع اتفاق 1993 ـ 1994 مع الملك فهد، وهم في صدارة معظم المبادرات المذكورة أعلاه. (ملاحظة: رغم أنهم لا يمثّلون كتلة سياسية واحدة، يشار إليهم على أنهم «شيرازيون» لأن السواد الأعظم منهم، خلال فترة نفيهم، اتبعوا الراحل آية الله محمد الشيرازي، الذي طالب بأن يؤدي رجال الدين دوراً سياسياً أكبر في المطالبة بحقوق الشيعة، رغم معارضته لمبدأ ولاية الفقيه. نهاية الملاحظة).
بعض الناشطين الشيعة الآخرين، علمانيين ومتدينين، اعتمدوا تكتيك الدفع نحو الإصلاح من الداخل، رغم أنهم لا يتمتعون بالشبكات التنظيمية الواسعة التي يتمتع بها الشيرازيون. هؤلاء النشطاء يتألفون من يساريين قدماء، مثل نجيب الخنيزي، الذي يستضيف أحد المنتديات الثقافية الدائمة في القطيف، ودعا زعيم حزب الله السعودي حسن النمر، الذي شارك في الحوار الوطني الأخير في أبها. الشيرازيون، الخنيزي، النمر وزعماء شيعة آخرون يبذلون أيضاً جهوداً للتواصل مع إصلاحيين مدنيين ومتدينين من المجتمع السني، فيتبادلون الزيارات وينشطون في منتديات ومجالس مشتركة ويبحثون عن وسائل للحوار.

إيران: روابط دينية... لكن ولاءات سياسية قليلة

رغم أن ثمّة علاقات دينية وطيدة بين شيعة السعودية وإيران، وأن القلق من احتمال تأثير إيران في المنطقة الشرقية هو قلق مشروع، وخصوصاً العدائية المتصاعدة في الخطاب وفي السياسة الإيرانيين، يبقى تقديرنا الأصح هو أن الشيعة، في ظل الظروف السائدة، لا يتطلعون نحو طهران للتوجيه السياسي.
(...) نظراً لأهمية المنطقة الشرقية في الصناعة النفطية السعودية، تحتفظ إيران باستراتجية منطقية لوضع الأساس لممارسة نفوذها. لديها أيضاً تاريخ في هذا المجال. الثورة الإيرانية ألهمت الشيعة السعوديين ليهبّوا في المعارضة عام 1979، وكان للإيرانيين دور في تنظيم حزب الله السعودي في الثمانينيات. معظم رجال الدين الشيعة السعوديين تلقوا علومهم في إيران، وخصوصاً قم، وكثير من الناشطين السياسيين الشيعة قضوا وقتاً في إيران في مطلع الثمانينيات وأواسطها. مجموعة شيعية سعودية مقاتلة، على الأقل ملهمة من إيران، إذا لم تكن بقيادتها، شنّت هجوماً على الثكنات العسكرية في الخبر خلال صيف 1996. منذ عهد أقرب، ادّعى عدد قليل من مصادرنا من الشيعة أن هناك شبكات مؤيدة لإيران نشطة في منطقة القطيف، وزعموا وجود مؤشرات أخرى للنشاط الإيراني، رغم أن عدداً أكبر من مصادرنا الآخرين يشككون في هذه المزاعم. (ملاحظة: توحي تقارير حديثة حساسة من قنوات أخرى أيضاً باحتمال وجود علاقات شيعية مع مقاتلين شيعة في إيران، العراق، و/أو لبنان. أحد التقارير يشير إلى أن الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران قد تكون بدأت جهوداً سرية لإرساء علاقات في المنطقة الشرقية، تقرير آخر يشير إلى زيارة قد يكون قام بها سعودي شيعي لزعيم شيعي لبناني طلباً للدعم المالي. نهاية الملاحظة).
لكن السواد الأعظم من مصادرنا الشيعيين أعلموا المسؤولين القنصليين أنهم لا يلمسون دليلاً على جهود إيرانية مبذولة حالياً لبسط نفوذ سياسي في المنطقة الشرقية. مصادرنا، التي تتضمن ناشطين في الجماعة وزعماء سياسيين وصحافيين ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وأكاديميين وشيوخاً درس الكثيرون منهم في إيران، مرتابة من الدوافع الإيرانية في ما يتعلق بالسعودية.
لقد سمعنا مراراً وتكراراً التصريح الآتي بأشكال مختلفة: «لقد استخدمتنا إيران في السابق، ولن نسمح بتكرار ذلك مجدداً. مصالحهم مختلفة عن مصالحنا تماماً». في الواقع، يبدو أن الشيرازيين المنفيين قد غادروا إيران في أواسط الثمانينيات لأنه أصبح من الواضح استغلالهم: أخبرتنا عدة مصادر، كل على حدة، أن المجموعة غادرت لأنها رفضت الضغط الإيراني لتنظيم عمليات تخريب ضد منشآت النفط السعودي أو تبنّيها.
مراراً وتكراراً، شرح الشيوخ الشيعة أن الشيعة السعوديين يفضلون الدراسة في النجف أو كربلاء (...) كذلك، حذّروا من أن الشيعي الذي درس في حوزة في قم قد لا يشاطر بالضرورة رؤية سياسية ودينية مؤيدة لإيران (...)
إن الدور والنشاط الحاليين لحزب الله يظلان علامة استفهام لم نتمكن سوى من تجميع معلومات محدودة فحسب حيالها. بعض المصادر تزعم أن المجموعة لم تعد موجودة، إلا أن الدليل الغالب يوحي بأنها تضم مجموعة صغيرة من الشخصيات الدينية، التي تؤمن بمبدأ ولاية الفقيه، يتبعون زعيم إيران الأعلى آية الله علي خامنئي مرجعاً لهم، لكنْ لديهم أتباع قليلون جداً حالياً. ونقلت مصادرنا أن زعماءه ليسوا ناشطين جداً سياسياً، لا يتلقّون تعليمات النظام الإيراني، ولا يتبنون العنف (على الأقل ليس حالياً، في الحالات الثلاث). بينما نتابع بحثنا عن معلومات إضافية حول حزب الله السعودي، تدعم معرفتنا المحدودة الآراء التي تعتنقها مصادرنا. لا نعلم بأي عنف ارتُكب ضد حكومة السعودية أو أميركا، وينسب لأي مجموعة سعودية شيعية منذ تفجير أبراج الخبر عام 1996؛ على الأقل واحد من الزعماء المزعومين لحزب الله قد شارك في الحوار الوطني (للإيحاء بأن الحكومة السعودية لا ترى أن الحركة أو الشخص يمثلان خطراً كبيراً، وأنه يدعم مفهوم الحوار)؛ وقد سمعنا أن زعماء شيعة آخرين قد أقنعوا، مع مرور الوقت، زعماء حزب الله السعودي بأن العنف لن يساعد قضية الشيعة. ليس بوسعنا استبعاد احتمال أن تجند إيران أو وكلاؤها بعض الخلايا من السعوديين الشيعة وتدربهم لينفذوا نشاطات تخريبية أو إرهابية، إلا أننا لا نستطيع أن نرى خلايا كهذه تنمو بوضوح بالنظر إلى الزعامة الشيعية الحالية واستراتيجيتها، إلا في حال وقوع تغيرات كبيرة في المشهد الإقليمي السياسي.

تأثير العراق

يتابع السعوديون الشيعة أحداث العراق باهتمام بالغ. في تباين مطلق مع السعوديين غير الشيعة، يؤيد معظم الشيعة تدخل الولايات المتحدة في العراق رغم النزاع والعنف الدائرين حالياً. شكر عدد من مصادرنا الشيعة بوضوح، مسؤولين قنصليين على دور الولايات المتحدة في تحرير إخوانهم في الدين في العراق من نظام صدام حسين الغاشم ومساعدتهم على نيل سلطة سياسية تتناسب مع عددهم (...). مدّت الحريات السياسية والدينية المتنامية للشيعة في العراق، الشيعة السعوديين بالقوة للضغط، أكثر مما تجرأوا على فعله سابقاً، ضد القيود التي تفرضها الحكومة السعودية على الحرية الدينية والمجتمع المدني. (...).
لكن، رغم أن السعوديين الشيعة يدركون حالياً أن الشيعة يمثّلون جزءاً مهماً من السكان الموجودين في الجهة العربية من الخليج، لم نلمس حتى الساعة أي إشارة إلى أن السعوديين الشيعة يملكون رؤية واقعية لكتلة شيعية سياسية عربية. أيّ إنجاز لـ«هلال شيعي» من هذا النوع سيكون بقيادة الشيعة العراقيين، وفي هذه المرحلة، كما أشارت لنا عدة مصادر، التحديات المحلية تشغل كل اهتمامهم. (...)

مستقبل الاستراتيجية الشيعية وسياسة الولايات المتحدة

هل تصمد استراتيجية الشيعة في البحث عن تحقيق حقوقهم بما هم مواطنون سعوديون من خلال الالتزام مع الحكومة السعودية في عقد شراكة خلال الأعوام العديدة المقبلة؟ نعتقد أنها ستفعل، ما دامت الحكومة لا تتراجع عن الإصلاح عبر تغيير في الاستراتيجية أو في القيادة و/أو لا توجد ضغوط قهرية خارجية أو تأثيرات تبدِّل في حسابات مصالحها. رغم أن زعماء الشيعة قد عبّروا لنا تكراراً عن إحباطهم نتيجة الإيقاع البطيء للإصلاح، وللتمييز المستمر تجاه الجماعة الشيعية، استثمروا كثيراً في استراتيجية الالتزام، وهي تثمر رويداً رويداً على شكل بعض التقديمات في مجالي الحرية الدينية (في القطيف على الأقل) والمجتمع المدني. إذا حصل وتراجعت الحكومة السعودية، مثلاً عبر التشديد بصرامة على منظمات المجتمع المدني غير المرخصة أو إلغاء الجرعة المحدودة للحرية الدينية التي اكتسبها الشيعة أخيراً، أو إذا تبدّلت عناصر أخرى في التوازن الحالي، قد تتغير الحسابات الاستراتيجية للزعامة الشيعية أيضاً. وفيما لم نلمس أي إشارات إلى وجود زعماء شيعة شباب لا يتفقون مع أهداف الزعامة الحالية وتكتيكاتها، فإن زعماء كهؤلاء قد يظهرون إذا انتشر عنف مذهبي غير قابل للاحتواء من جانب السعودية بمبادرة من المتطرفين السنة، إذا تدهورت حالة التوظيف بالنسبة إلى الشباب الشيعة، إذا خلف آية الله السيستاني، بما هو مرجع لمعظم الشيعة، رجل دين أكثر راديكالية، أو إذا اندلع نزاع مع إيران.
المحاججة الموجزة في الأعلى تبيّن أن الشيعة السعوديين يظلون ملتزمين بخيار استراتيجي للدفع باتجاه تحقيق حقوقهم بما هم مواطنون من داخل المنظومة السعودية، وأنهم، في ظل الظروف الحالية، لا يدينون بأي ولاءات سياسية خارجية جدية، لديها معان متعددة مهمة لصانعي السياسات في الولايات المتحدة. معظم السعوديين الشيعة يرون حالياً أن مصالحهم تصطفّ مباشرة مع الولايات المتحدة، في بعض الجوانب الرئيسية المتعلقة خصوصاً بمصلحة الولايات المتحدة في تعزيز الحكم التشاركي وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط بوصفه ترياقاً للتطرف. هم يرحّبون بأي ضغط تمارسه الولايات المتحدة على الحكومة السعودية للإصلاح، رغم أنهم يتمنّون أن تزيد الولايات المتحدة هذا الضغط ويقلقون من أن تسبب المصالح الأخرى للولايات المتحدة، مثل الاستقرار الإقليمي وأمن إمدادات النفط، انسحاب الولايات المتحدة من الحث على خطوات أكبر باتجاه الإصلاح السياسي.
المعنى الأهم الذي تتضمنه هذه المحاججة هو أنه من المستبعد أن تدعم الأكثرية الساحقة من السعوديين الشيعة تدخل إيران أو أحد وكلائها في السعودية، ما دام التوازن الحالي متماسكاً، وتحديداً الوعد بالإصلاح التدريجي. يجسد الملك عبد الله هذا الوعد بالإصلاح، وخصوصاً بالنسبة إلى الشيعة، ولسبب وجيه: لم تكن شخصية أقل من الأمير طلال بن عبد العزيز من قالت للسفير إن الملك عبد الله قد قرر أن يمنح السعوديين حرية دينية أكبر في جزء من جهد يرمي إلى دمجهم في الحياة الوطنية السعودية. من خلال دعم آلية الإصلاح، تؤدي الولايات المتحدة أيضاً دوراً مهماً في عيون الشيعة، للحفاظ على التوازن الحالي. (تعليق: مثلما أشير في المرجع س، تستطيع حكومة الولايات المتحدة بالتأكيد أن تستخدم قلق الحكومة السعودية من تأثير إيراني محتمل وسيلةً لحث الحكومة السعودية على منح حقوق أكمل لمواطنيها من الشيعة. نهاية التعليق).
المعنى الثاني، والأكثر تكتيكية، هو أن الشيعة السعوديين يمثّلون حالياً حلفاء طبيعيين في جهود الولايات المتحدة لتعزيز الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان في السعودية. (...)
مصادق عليها : كينكانون، غفويلر