مشهدان حضرا أمس في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. الأول لمن لم يجد له مكاناً في إحدى الحافلات، فعاد وهو يجرّ أذيال الخيبة وراءه، أما المشهد الثاني فمثّله الذين صعدوا إلى الحافلات متجهين إلى مارون الراس. «رايح شم ريحة فلسطين»، يقول ناصر أبو لبدة الذي ذهب برفقة أولاده الثلاثة، فيما بقيت زوجته في البيت بسبب مرضها.
مشاركة كثيفة، حتى إن مشاركين حملوا معهم إلى الحدود اللبنانية ـــــ الفلسطينية أوراق طابو فلسطينية ومفاتيح منازل أجدادهم التي يحتفظون بها.
باكراً استفاق أبناء عاصمة الشتات واللجوء الفلسطيني، أي مخيم عين الحلوة. تجاوزوا إجراءات أمنية لبنانية عند مداخل مخيمهم. خرجوا بأعداد فاقت كثيراً تقديرات سابقة عن حجم مشاركة أبناء المخيم. شوق بعضهم دفعهم إلى عدم انتظار الحافلات، فتوجهوا بمواكب سيّارة رافعين الأعلام الفلسطينية.
بالقرب من مهنية صيدا والحسبة، آلاف الفلسطينيين تجمّعوا بانتظار حافلات تقلّهم إلى مارون الرأس. حشد كبير قابله شحّ في عدد الحافلات. وقد شارك أبناء صيدا في يوم تأكيد حق العودة.
في مخيمي البداوي والبارد، قلة من الأهالي رقدوا في أسرّتهم ليل السبت ـــــ الأحد، إذ بقوا يقظين ولم تغمض جفونهم وهم يمنّون النفس بالمشاركة في «مسيرة العودة إلى فلسطين»، وذلك خشية أن يفقدوا دورهم ومقاعدهم التي حجزوها في الحافلات الـ129(37 حافلة لمخيم البداوي و92 حافلة لمخيم نهر البارد)، التي جرى تأمينها لنقل ما لا يقل عن 6500 مواطن فلسطيني من أهالي المخيمين إلى مارون الراس، علماً بأن ما يزيد على 9600 شخص في مخيمات الشمال سجّلوا أسماءهم للمشاركة.