1

من عالمين
ومدينتين
ورجلين
أهرب
لأفتح باب خزانة في المطبخ...
تخرج فراشات صغيرة تعلن عن جرح جديد
جرح في العلب والأكياس
في الزعفران المنسي
وفي ما يكوّن أطباقك المفضلة
وبعد هنيهة...

شبح ثالث يضرب الأبواب بقوة
في دهاليز رأسي التي كنت تكره التسكّع فيها.
بين عالمين
ومدينتين
ورجلين
وأكثر
تنبتُ
وتنمو سريعاً
ـــ كلهم يعرفون ولا يأبهون بك إلا قليلا ــــ.
الشجرة التي تقف فقط من أجل أن تسخر من حماقاتي،
أنتْ.

2


لقاء قصير لا يكفي
لأفرد ضوئي على حزنك
ووداعٌ مثل هذا
بين سيارات مسرعة
وأناس غاضبين
يرتطم بجدار الذاكرة
ولا يُحدث إلا الصدى الخفيف.
كان يمكن أن تنهض من الكرسي الأسود
وتفتح أوراقاً منكمشة فيّ
لأتنفس بهدوء
وأرى ملامح نهارك تتضح
وترعى هوسي بعناق طويل
لكنك بقيت تواصل كتابة نص عن السينما
ثم لعنتَها
وحين غادرتُ
كان يصل من الغرفة
صوت أعضائك الهشة
تسقط صارخة
من الهاوية
ووحدي كنت أسمع.


3


الآباء
يحملون الأطفال بملابس رثة
وبظهور منحنية... يستلون الزوجات من غواية الصيف ولياليه
ويرحلون
العشاق
يرمون كلماتهم والشكوك الجميلة خلف الأفق الشاحب
ويسعون خلفها
المجانين ينسون كل ما يرون ويتابعون سيرهم في الشوارع
وإثر الصوت المخيف
النائمون
يتخلون عن بقايا أحلامهم
ويهرعون نحو مدن فيها الشمس أقل
والدم
والندم
والدمع
أقل
يغادرون
واحدا
تلو
الآخر
وحدهن العاشقات
يتركن الشبابيك مشرعة في بيوتهن
ويذهبن إلى بغداد.
هناك وهي تبدأ يومها
قادرةٌ يدي أن تلمس فمك الصارخَ أيها الكون
كي تهدأ قليلا
وتستظل بكلمات الشعراء الذين يصبحون أجمل حين يثملون
يدي التي تصل مغرورة وحائرة
في بغداد -أكثر من أي مكان آخر-
تعرف كيف تشذب عزلتها
كيف تحضن
كيف تصحو لامعة فوق السرير
وكيف تنفض الأوراق الصفراء عن روحك
وأنت تنتظر أولى أمطار الخريف
أيها الشاعر.
* شاعرة إيرانية