بعد ثلاثة أيام من معارك ضارية في شرق البلاد، استعاد الثوار الليبيون المبادرة على قوات معمر القذافي، حيث استولوا على جامعة النفط في البريقة، بيد أن حلف شمالي الأطلسي، الذي من المُفترض أنه جاء لحماية المعارضين من ضربات السلطة، سبّب أول من أمس مقتل 13 شخصاً من الثوار والمدنيين، سقطوا من جرّاء قصف طائراته. واستؤنفت المعارك أمس حول مصبّ البريقة النفطي (شرق)، حيث استولى الثوار على جامعة النفط، وهي مجمع ضخم على مدخل هذه المدينة (800 كيلومتر شرقي طرابلس) و240 كيلومتراً جنوبي بنغازي، معقل المعارضة.
وأكد عسكري قال إنه «عقيد» في صفوف الثوار، أن «الوضع على ما يرام، ونحن على مشارف البريقة»، مضيفاً أن «جيش الديكتاتور يتقهقر، وسنسيطر على المدينة قريباً».
وللمرة الأولى منذ بداية التدخل الدولي في 19 آذار، قتل تسعة من الثوار وأربعة مدنيين، بينهم ثلاثة من طلبة الطب جاؤوا للمساعدة في علاج الجرحى، في قصف لطائرات الحلف الأطلسي على الطريق الذي يربط بين البريقة وأجدابيا.
إلاّ أن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، عبد الحفيظ غوقه، الذي أعلن «مقتل 13 شخصاً وجرح سبعة آخرين بنيران صديقة»، اكتفى بوصف الحادث بـ«المؤسف».
من جانبه، أكد مسؤول سياسي في أجدابيا (80 كيلومتراً شرقي البريقة)، أن إحدى طائرات قوات التحالف أطلقت النار على قافلة من خمس أو ست سيارات، بينها سيارة إسعاف، موضحاً أن الطيّار ظنّ أن رصاصاً أطلقه ثوار في القافلة، تعبيراً عن فرحهم بمروره، كان يستهدفه.
وفي بروكسل، أوضح مسؤول في الحلف الأطلسي أن المنظمة ستحقق، خصوصاً، في ما «إذا كانت هناك حينها طائرات للحلف الأطلسي في ذلك المكان».
وقتل 200 شخص في مصراتة على بعد 600 كيلومتر غربي البريقة، حيث ما زالت جبهة أخرى مستعرة في ثالثة كبرىات المدن الليبية التي يسيطر عليها الثوار، وتحاصرها قوات القذافي منذ عدة أسابيع، وتقصفها بالمدفعية الثقيلة.
وأطلقت قوات القذافي نيران مدفعيتها الثقيلة ودباباتها على المدينة، وحاولت اقتحام مصراتة من ثلاث نقاط، حسبما أعلن متحدث باسم الثوار في المدينة، موضحاً أنه لم تحصل أي غارة من الحلف الأطلسي السبت، رغم أن طائراته حلّقت فوق المدينة.
وأكد الثوار أن نحو مئتي شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا في المعارك التي دارت في تلك المدينة.
وفي جنوبي غربي طرابلس، أعلن سكان كتلا أن مدينتهم تعرضت أيضاً، الجمعة والسبت، لعشرات القذائف من طراز «غراد» أطلقتها قوات القذافي، وأدّت إلى سقوط نحو ثلاثين قتيلاً.
وقصفت القوات الموالية للزعيم الليبي مبنى في مصراتة أمس، في محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة من آخر معقل رئيسي لهم في غرب ليبيا، حيث قال أطباء إن المئات لقوا حتفهم.
وفي بنغازي، ألّف المجلس الانتقالي الوطني «فريق أزمة» يضمّ وزير الداخلية الليبي السابق عبد الفتاح يونس لتولّي منصب قائد أركان القوات المسلحة، في محاولة لإدارة مناطق من البلاد تسيطر عليها المعارضة.
وشنّت طائرات الحلف 363 طلعة جوية منذ تولّيها قيادة العمليات في ليبيا في 31 آذار، وكانت نحو 150 طلعة منها مقررة أن تكون طلعات هجومية، لكن حلف شمالي الأطلسي لم يؤكد ضربه أيّ أهداف.
من جهة ثانية، هدّد نظام القذافي بحصول «كارثة إنسانية» إذا ما تعرض مشروع «النهر الصناعي العظيم» للقصف خلال الغارات الجوية لحلف شمالي الأطلسي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)